الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 يناير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
(نش1: 2)
ليٌقبلني بقُبلات فمه، لأن حبك أطيب من الخمر
ما أجود حبه !

قال النبي: «ما أجوده!» ( زك 9: 17 )، وتضيف العروس هنا قائلة: «ما أجود حبه!». وكل مَنْ تمتعوا بمحبة الرب يقولون له بصدق: «إن حبك أطيب من الخمر».

والخمر في العهد القديم تُشير إلى ما تنتجه الأرض من أفراح ( قض 9: 13 ؛ مز104: 15). هناك مسرات تنتج من الأرض، لكن هذه كلها بإزاء محبتك لا قيمة لها. لذلك فلما طلب الرب من إبراهيم أن يترك الوطن والأهل والبيت، الأشياء التي لها قيمتها الكبرى عند أي إنسان عادي، فقد ترك الكل وسار وراء الرب. ثم بعد ذلك عندما طلب الرب منه أن يقدم ابنه الوحيد المحبوب، بكَّر إبراهيم صباحًا، وذهب لكي يقدم وحيده الغالي للرب، وكأنه في كل هذا يقول للرب: «إن حبك أطيب من الخمر».

ونحن نعرف أنه كان يتعيَّن على النذير في العهد القديم الامتناع عن الخمر ( عد 6: 1 -4). أما هنا فالنغمة أرقى مما نجده في شريعة النذير، إنها شريعة المحبة. فالمحبوبة تقول لحبيبها: «إن حبك أطيب من الخمر». كان النذير في العهد القديم ينصرف عن الخمر لأن أمامه مهمة أعظم، وأما هنا فإن العروس تنصرف عن الخمر، لأنها وجدت في الحبيب مُتعة أعظم.

وهكذا فإن هناك ثلاثة مستويات حسنة بالنسبة للمؤمن:

المستوى الأول: الامتناع عن المسرات لكونها خطية، هذا ما يعمله مَنْ استوعب درس سفر الأمثال.

المستوى الثاني: وهو أرقى من الأول، أن يمتنع المؤمن عن المسرات لأن أمامه مهمة أسمى. وهذا ما يفعله كل مَنْ استوعب درس سفر الجامعة.

المستوى الثالث: وهو أرقى من المستويين السابقين، أن يمتنع المؤمن عن مسرات الأرض لأنه وجد في المسيح سرورًا أعظم. وهذا يفعله مَنْ استوعب درس سفر النشيد.

هذا المستوى الأخير نراه في الرسول بولس. لقد قَبِل الحرمان من كل ما تنتجه الأرض من أفراح: فلم يكن له مسكن مُريح، ولا عائلة، ولا راحة. لقد خسر كل الأشياء وهو يحسبها نفاية، لكي يربح المسيح، وكأنه يقول للمسيح: «إن حبك أطيب من الخمر».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net