الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 أكتوبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرنيليوس .. يعوزك شيء واحد
كرنيليوس، قائد مئة ... تقي وخائف الله مع جميع بيته، يصنع حسنات كثيرة للشعب، ويصلي إلى الله في كل حين ( أع 10: 1 ، 2)
يا لها من صورة بديعة يرسمها قلم الروح القدس لكرنيليوس، تجعل الذهن الطبيعي يتساءل: ماذا يحتاج شخص كهذا بعد ذلك؟ إنه شخص تقي وخائف الله، مُحسن ومُصلي، فماذا يعوزه بعد؟ لقد كان يعوزه شيء واحد جوهري لا يمكن الاستغناء عنه، إذ لم توجد في تاريخه جملة واحدة عن المسيح ودمه المُطهّر. وهذا ما يجب ملاحظته جيدًا. قد تقع هذه المقالة بين يدي شخص ممن ينكرون الحاجة إلى كفارة المسيح، ويعتقدون أن الطبيعة البشرية يمكن ترقيتها وتهذيبها بحيث تستغني عن موت ابن الله كذبيحة عن الخطية، فلينظر مثل هذا إلى كرنيليوس، كيف أن احتاج بالرغم من كل تقواه وصلاحه أن يُرسَل إليه الرسول بطرس ليسمع منه كلمات بها يخلص هو وجميع بيته ( أع 10: 22 ، 11: 14).

إذا كان كرنيليوس وهو تقي بهذا المقدار، كان لازمًا أن يغض الطرف عن جميع أعماله ويصغي إلى كلام الخلاص. إذا كان لازمًا له أن يحوّل نظره عن نفسه إلى المخلص المصلوب والمُقام الذي فيه يجد كل كفايته. وبالجملة إذا كان هذا الرجل الذي له شهادة من الله بالتقوى وعمل الإحسان، احتاج إلى سماع كلام عن موت المسيح وقيامته كالأساس الوحيد لخلاص الخاطئ وقبوله أمام الله، فمن الواضح الجلي أنه لا يمكن لإنسان أن يخلص بدون المسيح مهما كانت أعماله وحسناته، ولا يمكن لنفس أن تحيا إن لم تأتِ إلى المسيح مباشرة. هذا الموضوع هو في أعظم مكان من الأهمية في هذه الأيام التي اعتمد فيها الإنسان على تدينه الظاهري، وعمل فيها الشيطان على إحلال الطقوس والفرائض محل المسيح، واجتهد أن يخفي ذلك الشخص المبارك وراء ستار كثيف مُظلم من الصور والممارسات الدينية الميكانيكية الميتة. ونقول بكل حزن إن الشيطان الآن ينشر في كل مكان مبادئه الخطرة المختصة بتعظيم مقام الطبيعة البشرية وما يمكن أن تصل إليه بواسطة التهذيب والعلم والفلسفة. وهو يعلِّم الناس أن يطرحوا صليب المسيح جانبًا لأنهم ليسوا في حاجة إليه، إذ أن لكل واحد في نفسه قوى إذا هذبها وأنماها، أمكنها أن ترفعه إلى درجة من الفضيلة والكمال الأدبي تؤهله لنوال السعادة الأبدية. ويا لها من ضلالة يزخرفها الشيطان ويطليها لكي يخلب بها الأفكار ويجعلها تنصرف عن المسيح يسوع وذبيحته الكفارية.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net