الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 24 أكتوبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أ تحبني ؟
أتحبني؟ ... ارع خرافي ... ارع غنمي ( يو 21: 15 ، 16)
عند بحر طبرية، بعد أن أظهر الرب لبطرس حبه العملي، سأله ثلاث مرات: «أ تحبني؟» وفي كل مرة، وكيفما كان رد بطرس، فقد أعقب الرب بما يمكن أن يترجم بالخدمة، فقال له: «ارع خرافي ... ارع غنمي» ( يو 21: 15 - 17)، وكأن به يقول لبطرس: "لم يَعُد الكلام وحده يكفي يا بطرس، عبِّر عن محبتك لي بفعل عملي، وأروع تعبير أنتظره منك هو الخدمة .. عبِّر عن محبتك لي، وأنا غائب عنك بالجسد، في أولئك الذين أمام عينيك .. أظهر محبتك نحوي في محبة تاعبة لأحبائي. «أ تحبني؟» إذًا عش للآخرين، واهتم بالآخرين، واخدم الآخرين. علنًا نسمعها كل حين «أ تحبني؟ .. ارع ..» ونرُّد صداها عملاً.

والمحبة لا بد وأن تعبِّر عن نفسها بالعمل التاعب الجاد، فهوذا تحريض رسول المحبة «يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق» ( 1يو 3: 18 )، وله في ذلك حيثيته أن «ذاك وضع نفسه لأجلنا، فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة» ( 1يو 3: 16 ). فهكذا قد تعلمنا المحبة من الله، وهكذا ينتظر الله منا.

وخدمة المحبة التاعبة، دائمًا هي محل تقدير الله، كما ومحل تقدير قديسيه المميزين: «لأن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم» ( عب 6: 10 ). «نشكر الله كل حين من جهة جميعكم، ذاكرين إياكم في صلواتنا، متذكرين بلا انقطاع: عمل إيمانكم وتعب محبتكم» ( 1تس 1: 2 ، 3).

قال أحد رجال الله: "المحبة التي لا تتعب تلعب" وهذا صحيح. لكن هل نعرف، في رأي كلمة الله، ما هو عكس خدمة المحبة؟ لنسمع ما يقوله بولس للغلاطيين ( غل 5: 13 - 16) «فإنكم إنما دُعيتم للحرية أيها الأخوة، غير أنه لا تصيّروا الحرية فرصة للجسد؛ بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا». إن حرف "بل" يفصل بين اختيارين: أن نخدم بالمحبة، أو نصيّر الحرية فرصة للجسد، والنتيجة المُفزعة «تنهشون وتأكلون بعضكم بعضًا، فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضًا»، ولذا لزم التحذير.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net