إن أحبني أحدٌ يحفظ كلامي

الصفحة الرئيسية

فهرس الشواهد الكتابية

مواقع أخرى

إبحث في المقالات

إبحث في الكتاب المقدس

إتصل بنا

السبت 29 أكتوبر 2005

تصفح مقالات سابقة

إن أحبني أحدٌ يحفظ كلامي

إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي ( يو 14: 15 )

( يو 14: 23 )

وصاياي ... كلامي

لقد علمنا الرب يسوع أن الدرجة الممتازة للمحبة هي، لا أن نحفظ وصايا فقط ( يو 14: 15 ، 21)، بل أن نحفظ «كلمته»؛ كلمته المُعبّرة عن فكره ومشيئته ( يو 14: 23 ، 24). لأنه إن كان حفظ الوصايا معناه طاعة الوصايا الصريحة، فحفظ الكلام معناه أن يكون لنا فكر المسيح في كل شيء حتى في الأمور التي لم تُعطَ فيها وصايا صريحة.

وقد روى أحد خدام الرب الأفاضل الذين يعيشون في أوربا، هذه القصة التي توضح الفارق بين "وصايا الرب" و"كلام الرب (كلمته)"، فقال: بعد فترة انقطاع دامت أسابيع طويلة، بدأت الثلوج في التساقط، لتملأ شوارع وساحات المدينة. وفي يوم السبت، اتصل أحد الفتيان بصديقه تليفونيًا يسأله إن كان يرغب أن يذهب معه في الغد للّهو وللتزحلق على الجليد، فرَّد الصديق فورًا وبلتقائية وعفوية قائلاً:

ـ لا .. لا يمكنني أن أذهب غدًا للتزحلق على الجليد. ولماذا؟!

ـ لأن أبي لن يوافق ولن يكون راضيًا إذا فعلت مثل هذا الأمر غدًا.

ـ ولكنك لم تسأله بعد!! فقال الصديق بلهجة هادئة راضية:

ـ إنني لا أحتاج أن أستوضح أبي رأيه في هذا الأمر. إنني أعرف أبي جيدًا. وغدًا هو يوم الأحد «اليوم الأول من الأسبوع»، «يوم الرب» ـ اليوم الذي علَّمنا أبي أن نعيِّد فيه بذكرى موت الرب. وهو يحرّضنا دائمًا أن ندرب أنفسنا لنكرس يوم الرب للرب، فنسحب فيه أفكارنا وعواطفنا من الأرض، ومن الأمور الأرضية، لنكون في الروح وفي دائرة الأمور الروحية السماوية.

لقد كان الفتى يعرف فكر أبيه ويحفظ كلمته، ولم يكن محتاجًا إلى وصية صريحة أن لا يذهب للّهو أو للتزحلق على الجليد في يوم الرب.

إن العبد يتلقى الأوامر والوصايا الصريحة ويقوم بتنفيذها، أما الصديق، فإنه يعرف أفكار صديقه ورغباته، ويُسرّ بتنفيذها دون أمر ( يو 15: 15 ). والصديق يُحمل إليه الفكر بالكلام، وحفظ كلام الرب يقتضي البحث بعمق في الكلمة للكشف عن كنوزها، وأن نخبئها في القلب، ونملأ بها ذهننا النقي ليكون لنا فكر المسيح في كل شيء.

فايز فؤاد


	Share

إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net