الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 نوفمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إكرام وسجود عطر
فأخذت مريم مَنًا من طيب ناردين خالص كثير الثمن، ودهنت قدمي يسوع، ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب ( يو 12: 3 )
قبل الفصح بيومين، لم تكن هناك صورة حية وحاضرة أمام قلب مريم، غير صورة صلب وموت ذاك الذي سمعته يقول قبل أن يصل إلى قبر أخيها: «أنا هو القيامة والحياة». لقد عرفت أن الرب الذي أقام لعازر إلى الحياة بعد موت أربعة أيام، سيموت هو نفسه وأنه سيبقى «في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالِ»، ثم يقوم ثانية.

لم تبكِ مريم كما بكت بنات أورشليم لما أُقتيد الرب إلى الجلجثة، مع أن قلبها كان مسحوقًا من جراء ما ينتظر سيدها، ولكن ارتفع إيمانها فوق ظلمة وادي ظل الموت، وشاعت رائحة إيمانها في رائحة الدهن الطيّب الذي حفظته، لا لجسد ميت، ولكن لرأس وقدمي سيدها الحي.

لقد سبقت فأحضرت مريم تلك القارورة الغالية لتدهن ذلك الجسد القدوس، الذي وإن استقر في القبر، لكنه لم يكن ليرى فسادًا. فما قدمته من طيب إنما كان منها اعترافًا جميلاً فياحًا بفضل الرب سيدها الحي، ملك إسرائيل الممسوح، الذي جاء إلى صهيون متوجًا بالوداعة ومُسربلاً بالتواضع والطاعة حتى الموت، موت الصليب.

رأت مريم أن يوم تكفين الرب قد جاء، وأدهانها كانت قد أُعدت من قبل، وحُفظت لهذا اليوم. والرب قال عن العمل الذي عملته مريم في ذلك اليوم «عَمِلَت ما عندها (ما في استطاعتها أن تعمله). قد سبقت ودهنت بالطيب جسدي للتكفين» ( مر 14: 8 ). والروح القدس يعطي أهمية لهذا الذي فعلته مريم. فلعازر المتكئ إلى المائدة كان هو الشاهد الحي لمجد الله في القيامة، وبيت سمعان كان مملوءًا بأولئك الذين عرفوا أن الموت قد كُسرت شوكته في بيت عنيا، وأولئك الذين حزنوا عند القبر، ها هم يفرحون حول المائدة. ولكن مريم عرفت سر الرب أكثر من جميعهم؛ لقد عرفت أن ذاك الذي مسح دموع الثكلى، لن يربأ بنفسه عن أن تدخل تحت سلطان الموت. ومثل نغمة مطربة سَرَت الرائحة الزكية فأنعشت قلب الرب وحده، وسَرَت في الرائحة المنطلقة من القارورة المكسورة، أفكار قلب مريم. كانت تلك القارورة المسكوبة هي ذكرى مريم لموت الرب.

ونحن أيضًا بالمثل نستطيع أن نستحضر ذكرى موت الرب على مائدته. إنه لا يزال مرفوضًا من شعبه إسرائيل. وكلامه لأولئك الذين يكوِّنون كنيسته، هو «اصنعوا هذا لذكري».

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net