الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 ديسمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كونوا قديسين
ولا تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على الأرض. إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهًا. فتكونون قديسين لأني أنا قدوس ( لا 11: 44 ، 45)
يا لها من نعمة! إذ نتأمل في تنازل الله بهذه الصورة، حتى أنه يوحي لشعبه شريعة من جهة دبابات الأرض. فهو لا يترك شعبه يتخبط في دُجى أفكاره ولو من جهة أمر بسيط كهذا، بل يتنازل لإرشادهم عن دبيب الأرض بحيث يحوي "دليل الكاهن" تعليمات عن كل شيء يخطر على البال، فلا يمس شعبه أو يذق أو يجس شيئًا نجسًا على الإطلاق، لأن الشعب لم يكن خاصة نفسه بل خاصة الرب. فلم يكن لهم الحق أن يفعلوا ما شاءوا، أو يسيروا كما حسن في أعينهم، بل كما يريد الرب، لأنهم شعبه الخاص، وقد دُعيَ اسمه عليهم وهم مُنتسبون إليه. فلم يكن لهم قانون غير كلمته تعالى في كل أمر، ومنها يعرفون كل شريعة للبهائم والطيور والأسماك والدبيب، فلم يكن لهم الحق أن يفتكروا بحسب أفكارهم، ولا أن ينقادوا لأهوائهم أو يسترشدوا بأذهانهم، بل في كل أمر، كلمة الله وحدها هي دليلهم. فيمكن للأمم الأخرى أن تأكل ما يحلو لها وتذوق ما تشاء، أما شعب الرب فامتيازه السامي أن لا يتناول إلا ما يختاره له الرب.

ومما يجدر بنا معرفته جيدًا أن قداسة شعب الله وانفصالهم عن كل نجس، مبنيان على انتسابهم إليه تعالى، لا على المبدأ الفريسي «قِف عندك. لا تَدنُ مني لأني أقدس منك» ( إش 65: 5 )، بل على قوله له المجد «أنا قدوسٌ» وكل الذين ينتسبون إليه يجب أن يكونوا قديسين. ويليق بالله من كل الوجوه أن يكون شعبه قديسين «شهاداتك ثابتة جدًا. ببيتك تليق القداسة يا رب إلى طول الأيام» ( مز 93: 5 )، لأنه ماذا يليق ببيت الله سوى القداسة.

وإذا سأل أي إنسان أحد أفراد شعب إسرائيل وقتئذ «لماذا تتجنبون الدبابات التي تدب فوق الأرض؟» فجواب الإسرائيلي: "لأن الرب قدوس وأنا له، وقد قال لي لا تمس هذا. وطاعة لأمره أنا لا أتنجس به". وهكذا إذا سُئل المسيحي الآن: لماذا لا يستبيح كذا وكذا؟ ولماذا يتجنب ربوات من الأمور التي يستحلها غيره ويشترك فيها أهل هذا العالم؟ فجوابه الوحيد: "لأن أبي قدوس"، هذا هو أساس القداسة العملية الشخصية. وكلما زاد تأملنا في صفات الله، وتعمقنا في معرفة انتسابنا إليه تعالى في المسيح بقوة الروح القدس، كلما ازددنا قداسة بالضرورة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net