الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 8 فبراير 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكنز في أوانٍ خزفية
ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منا ( 2كو 4: 7 )
بعد أن رجعت إلى الرب، صار لديَّ تصور خاص عما يجب أن يكون عليه المؤمن، وكنت أظن أن المسيحي الحقيقي يجب أن يكون مبتسمًا من الصباح إلى المساء، لكن إذا حدث وذرف دمعة واحدة، فعندئذ يكون قد ابتعد عن الحياة المنتصرة. وكنت أعتقد أن المسيحي الحقيقي يجب أن يكون إنسانًا في غاية الشجاعة، لكن إذا ظهرت فيه أية علامة على الخوف في أي ظرف من الظروف، فمعنى ذلك أنه ينقصه الإيمان، إنه لا يثق في الرب، فهو ليس مؤمنًا كاملاً.

وظللت أحتفظ بهذه الأفكار تحديدًا لملامح الصورة التي يجب أن يكون عليها المؤمن، حتى جاء يوم فيه كنت أقرأ رسالة كورنثوس الثانية وتوقفت أمام الأصحاح الرابع، وسألت نفسي: هل كان بولس حزينًا في يوم من الأيام؟! .. أ حقًا بكى بولس وذرف دموعًا غزيرة؟ أ حقًا اكتئب بولس وتحيَّر؟! .. وهل يمكن أن يُصاب بولس بالياس؟! ( 2كو 4: 7 - 11). لم يخطر ببالي قط أن شخصًا مثل بولس يمكن أن يمر في اختبارات كهذه، لكنني بعد أن استطردت في القراءة، بدأت أنتبه شيئًا فشيئًا للحقيقة أن المؤمنين ليسوا طغمة من الملائكة، وأن بولس لا يختلف عنا كثيرًا، لقد اكتشفت أن بولس كان إنسانًا، وأنه كان نفس الإنسان الذي أعرفه.

إننا نجد أنفسنا أمام إنسان خائف أحيانًا، لكن لم يكن هناك مَنْ هو أكثر منه شجاعة. كان مُحاطًا بالأعداء، يبدو وكأنه مغلوب على أمره، لكنه كله رجاء. تراه ضعيفًا، لكنه يعلن أنه حينما يكون ضعيفًا، فحينئذ هو قوي. يحمل في جسده إماتة الرب يسوع، لكن كانت حياة يسوع ظاهرة في جسده المائت.

«لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية». ربما تكون هذه أكثر الآيات توضيحًا لطبيعة المسيحية العملية، فليست المسيحية فقط إناءً خزفيًا، وليست هي الكنز فقط، لكنها الكنز في أوانٍ خزفية. فالبعض إذا ما صادفوا الإناء الخزفي، ينتابهم في الحال شعور أن الأمور ليست على ما يُرام. لكن فكر الله يختلف تمامًا عن فكر الإنسان، أما فكر الله فهو: «لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية». فإذا رأينا الإناء الخزفي واضحًا، فليس في ذلك ما يدعو لليأس. إن إرادة الرب هي أن يبقى الإناء الخزفي كما هو، وأن يُستعلن فيه الكنز!

واتشمان ني
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net