الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 15 مارس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لك النهار ولك أيضًا الليل
لك النهار، ولك أيضًا الليل. أنت هيأت النور والشمس. أنت نصبت كل تخوم الأرض. الصيف والشتاء أنت خلقتهما ( مز 74: 16 ، 17)
إذا تصورنا صباحًا صافيًا من أيام الربيع حيث السماء بدون سُحب، والفجر بهي، وتأملنا في جمال الأشجار وألوان الزهور ذات الروائح الزكية في البساتين، وصوت تغريد الطيور وانعكاس أشعة الشمس على مياه البحر، يسهل علينا المصادقة على القسم الأول من مزمور74: 16. «لك النهار» .. هذا لائق ومناسب لجلالك «ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمةٍ صنعت. ملآنة الأرض من غناك» ( مز 104: 24 ).

ولكن الحالة تتبدل هكذا؛ تغيب الشمس ومعها المنظر البهي، ويظهر البرد والرطوبة وتتلبد السماء بالغيوم، وتخرج الوحوش من أوكارها، وتظهر اللصوص ويسود الرعب. وكل ذلك يظهر بهيئات مختلفة تحت ظلمة الليل وتشعر وقتئذ كأننا وُجدنا في بلد غريب، فربما لا نستطيع أن نقول من قلوبنا «ولك أيضًا الليل» .. إن المنظر والصورة يتغيران، أما المتسلط على النهار والليل فيبقى هو هو.

لنطبق هذا على الحالة الأدبية؛ النهار والنور كما هو معلوم، أمثلة فرح وسرور ونجاح وصحة .. إلخ. متى كانت صحتك جيدة وروحك مُنتعشة، وأشغالك في نجاح، وحال بيتك وأصحابك في ازدياد، وفي الكنيسة سلام، والأخوة بقلبٍ واحد مرتبطون بالمحبة، تقدر، والحالة هكذا، أن تقول من كل قلبك «لك النهار» العناية الإلهية تبتسم لك لأن الله صالح «باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس» ( مز 103: 1 ).

ولكن إذا انعكست الحالة ـ الصحة انحطت، والأصحاب تغيروا أو اختفوا، في البيت تعب وحزن، وفي التجارة خسارة وما شابه ذلك، وأشرّ من الكل دخول الشيطان بين الأخوة الأحباء وفساد الثقة وحلّ رُبط المحبة، فهل تستطيع أن تقول في أحوال كهذه «ولك أيضًا الليل».

من كل ما سبق نقول إنه ربما يكون الليل غير مُفرح، ولكن العلم بأن المتسلط على النهار، متسلط على الليل أيضًا يُريح الفكر المضطرب. كانت امرأة أيوب جاهلة لأنها كانت تريد أن تقبل الخير فقط من الله، ولا تريد أن تقبل الشر (أي2)، ونحن أحيانًا كثيرة نتجاهل مثلها، وعوضًا عن أن نفتخر في الضيقات نستصعبها ونخسر البركة. قال حبقوق: «فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي» مع وجوده في أشد الضيقات. ليتنا جميعًا هكذا.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net