الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 مايو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أليمالك والبؤس في موأب
صار جوعٌ في الأرض، فذهب رجلٌ (أليمالك) من بيت لحم يهوذا ليتغرب في بلاد موآب هو وامرأته وابناه ... ومات أليمالك ( را 1: 1 -3)
مذكور مرتين في سفر الأمثال أنه «توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت» ( أم 14: 12 ، 16: 25). فأليمالك اختار الطريق التي تؤدي إلى موآب ليجد الطعام البائد، ولكنه وجد هناك قبراً «ومات أليمالك رجل نُعمي، وبقيت هي وابناها» (ع3)، فأصبح بيتهم في موآب بيت نوح إذ ناحت هناك نُعمي على فقد زوجها الذي كانت تحبه وتجلّه، وخسر محلون وكليون الرعاية الحكيمة القوية التي كان يحيطهما والدهما بها.

ولا شك أن التغرب في موآب بدا لأليمالك بأنه الخطة الحكيمة التي تُتبع، ولكن هل سعى لمعرفة مشيئة الله أولاً؟ هل انتظر حتى يسمع صوت الله قائلاً له: «هذه هي الطريق، سِر فيها». لقد كان يطلب الخبز ولكنه كان يجب أن يتذكر كلمات موسى التي لم يَطل العهد على كتابتها «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان» ( تث 8: 3 ). لا ريب أنه وجد خبزاً في موآب لأنها مكان حقول مُثمرة ( إر 48: 31 -33) وكروم ( إش 16: 8 -10) ومراعي للقطعان ( 2مل 3: 4 ) ولكن لم تكن له كلمة من فم الرب يستند عليها في الذهاب إلى موآب، ولذلك مات هناك.

على أن هذه الكارثة لم تدفع نعمي وابنيها للرجوع إلى بيت لحم، بل ظلوا مستقرين في موآب، واتخذ الابنان لهما «امرأتين موآبيتين ... وأقاما هناك نحو عشر سنين» (ع4). فمحلون وكليون تصرفا كما أرادا تحت مسئوليتهما. صحيح أنهما حضرا إلى موآب بأمر والدهما، ولكنهما اختارا زوجتيهما بمحض إرادتهما. لقد كان قصد الأب أن «يتغرب» في موآب ولكنهما الآن قررا أن يستقرا نهائياً في الأرض الوثنية. فالذين يسلكون طريقاً منحدراً يسيرون بخطوات سريعة. لقد كان الزواج بالوثنيات محظوراً في ناموس موسى ( تث 7: 3 ) ولم يكن مسموحاً أن «يدخل موآبي في جماعة الرب إلى الأبد» ( تث 23: 3 ،4)، ولكن هذين الشابين الجاهلين العنيدين تزوجا بعُرفة وراعوث، وأقاما في موآب نحو عشر سنين، وماتا كلاهما بغير نسل، وتم في هذه العائلة البيتلحمية ما كتبه الرسول بعد ذلك بزمن طويل «لا تضلوا! الله لا يُشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً» ( غل 6: 7 ).

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net