الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 يونيو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واحدٌ من الاثنى عشر
أجابهم يسوع: أ ليس أني أنا اخترتكم، الاثنى عشر؟ وواحدٌ منكم شيطان! قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعًا أن يسلمه ( يو 6: 70 ، 71)
نحن نعلم أن المسيح اختار تلاميذه بعد ليلة قضاها في الصلاة، وهو لم يختر «يهوذا الإسخريوطي» اعتباطًا، ولا اختاره ليكون خائنًا. فمن المؤكد أنه كان يملك وزنات طبيعية حباه بها الله، وأحاطها المسيح بكل ما يمكن أن تُحاط به الوزنات، لعلها تنمو وتُستخدم على أفضل صورة، دون جدوى.

واختيار الرب ليهوذا تلميذًا، لم يكن مجرد اختيار شكلي يُمكِّن يهوذا من الاحتجاج بأنه وُضع "صورة" فحسب، دون أن يمارس المسئولية فعلاً، لأن المسيح اختاره أمينًا للصندوق، وبهذا فقد جعله الرب موضع تقدير. ومن الجائز أنه كان أقدر التلاميذ من الوجهة المالية، وأقدر من متى العشار نفسه. فيا للمكانة الممتازة التي تمتع بها يهوذا بين الاثنى عشر!!

ومع أنه كان أمينًا للصندوق، إلا أنه تجاهل تحذيرات الرب يسوع من الطمع والرياء ( مت 6: 19 - 21؛ لو12: 1- 3) واستغل الأموال لحسابه. ولتغطية جشعه، فقد تظاهر بالغيرة على الصندوق ( يو 12: 4 - 6). ولعل التعليم الذي قدّمه الرب يسوع المسيح عن محبة المال، كان مُهدى بصورة مباشرة إلى التلميذ، "يهوذا الإسخريوطي". ولكن بدلاً من أن تساعده تحذيرات الرب على التغلب على محبة المال والطمع والأنانية، فقد أشعل المنصب الذي وُضع فيه أنانيته وطمعه، فصار سارقًا، يبتز ما في الصندوق الذي عُهد به إليه ( يو 12: 6 ؛ 13: 29). واستطاع يهوذا أن يخفي حقيقة شخصه عن بقية التلاميذ. وعدم فهم التلاميذ لحقيقة يهوذا، يُرينا أن معاملة الرب لذلك الرجل لم تتغير رغم أنه كان يعرف كل شيء عنه، وآخر عمل عمله معه أنه أعطاه اللقمة رمزًا للوّد والمحبة.

وبالإضافة إلى أن يهوذا تمتع بتقدير الرب يسوع، إذ اختاره أمينًا للصندوق، فإنه أيضًا تمتع ـ مثل باقي التلاميذ ـ بسلطان عظيم، وانتعش برسالة الملكوت التي أوصاه الرب أن يكرز بها. واختبر خضوع الشياطين، فاستطاع أن يُخرجها بسلطان عظيم، وشفى كثيرين بموهبة الشفاء التي أُعطيت له، طهّر بُرصًا وأقام موتى ( مت 10: 1 - 8؛ مر3: 14، 15، 6: 7- 13؛ لو9: 1- 6). وبالرغم من كل هذه الأمور العظيمة، لم يقتنع الإسخريوطي بالتراجع عن العمل الذي كان مزمعًا أن يأتيه. فيا للإصرار!! ويا للعناد !!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net