الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 يونيو 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة العُظمى
ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ( رو 5: 8 )
في هذه الآية يمكننا أن نلاحظ الآتي:

أولاً: الله في القول: «ولكن الله». الله القدوس، الله العظيم، الله القدير، الله العادل، الله الديان، وقُل فيه كيفما شئت في صفاته وعظمته، فكلمة الله تؤكد عنه أنه هكذا، لكن هنا في هذه المناسبة لم يعلن لنا أن الله بيَّن غضبه وإن كان هذا سيُعلن في المستقبل «يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة» ( رو 2: 5 )، لكن يقول الروح القدس لنا «ولكن الله بيَّن محبته لنا»، وكان لا بد من استعلانها في مشهد خراب الإنسان الذي لا يصلح معه إلا المحبة والنعمة اللتان بهما يُرجعه الله إليه.

ثانيًا: نحن في القول: «لأنه ونحن» .. وهنا نسأل: مَنْ نحن يا ترى؟ مكتوب عنا «الإنسان الرِّمة، وابن آدم الدود» ( أي 25: 6 )، الإنسان الذي ناصب الله العداء «فيقولون لله ابعُد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسرّ. مَنْ هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15). ويقول الروح القدس عن أوصاف الإنسان الذي أعلن له الله محبته «إذ كنا بعد ضعفاء .. فجار .. ونحن بعد خطاة .. إن كنا ونحن أعداء..» ( رو 5: 6 - 10). رغم هذه الأوصاف الرديئة، لكن الله ـ تبارك اسمه ـ «بيَّن محبته لنا»

ثالثًا: المسيح في القول: «مات المسيح لأجلنا»، وهنا نرى سمو الإعلان، فالله لم يتكلم إلينا كلامًا عن محبته، لكن أعلن وأظهر هذا الحب من خلال بذله لابنه الوحيد «الذي لم يُشفق على ابنه، بل بذله لأجلنا أجمعين» ( رو 8: 32 ). لم يشفق على ابن محبته، مسرة قلبه، وحيده، موضوع لذته وشبعه، بل بذله لأجلنا!!

نعم، إنها المحبة الحقيقية التي بلا رياء، إنها المحبة العظمى التي لا تُقارن بها محبة أخرى ... إنها المحبة التي تذهب لأجل الضال حتى تجده لتُسعده وتُفرّحه ( لو 15: 4 - 7) .. إنها المحبة التي تعطي الحياة الأفضل لأنها دبرت هذا في الصليب ( يو 10: 10 ).. إنها المحبة التي أتت لكي تطلب وتخلص ما قد هلك ( لو 19: 10 ). إنها المحبة التي ترحّب وتسعى وتطلب ولا ترفض أحدًا ( يو 6: 37 ).

عزيزي القارئ .. هل تبحث عن مُحب لك؟! تقدَّم إلى الرب يسوع المسيح بثقة، إنه «مُحب للعشارين والخطاة» ( لو 7: 34 ).

حليم حسب الله
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net