الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 16 أغسطس 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذي يعزي المتضعين
لكن الله الذي يعزي المتضعين عزانا بمجيء تيطس ( 2كو 7: 6 )
إن الكلمة التي تؤثر في القلب في هذه الآية هي كلمة «المتضعين». فالرب يعزي، ولكن يعزي مَنْ؟ المتضعين، هذا حق. إن الله هو إله كل تعزية ويحب أن يعزي أولاده، وتتوق نفسه أن يُسمعهم كلمات التعزية التي تطيّب الخواطر، وتملأ النفس سلامًا وانتعاشًا، ولكن نحن بكل أسف نحرمه من غرضه السامي هذا، بسبب عدم اتضاعنا وخضوعنا وتسليمنا كل شيء لشخصه العزيز المبارك.

هذا هو سر جفافنا وجدوبة حياتنا، وباطلاً ننتظر التعزية من طريق لم يخطه الرب لنا. إن طريق التعزية هو طريق الاتضاع والانسحاق والتسليم والخضوع للرب. والمرنم يقول: «ففي طريق أحكامك يا رب انتظرناك» ( إش 26: 8 )، فانتظارنا للرب لا يجب أن يكون في طريق أحكامنا، بل في طريق "أحكامك أنت". إن الله في تدبيراته يعطينا شخصه كالمعزي، فعن الآب مكتوب أنه «أبو الرأفة وإله كل تعزية» ( 2كو 1: 3 ) وأيضًا «والله أبونا الذي أحبنا وأعطانا عزاءً أبديًا ورجاءً صالحًا بالنعمة، يعزي قلوبكم ويثبتكم في كل كلام وعمل صالح» ( 2تس 2: 16 ).

وابن الله كان بلا شك يشغل مركز المعزي طول أيام خدمته على الأرض، فهو الذي قال: «روح السيد الرب عليَّ، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين ... لأُعزي كل النائحين» ( إش 61: 1 ، 2). ومن قول الرب يسوع «وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر» ( يو 14: 16 ) نفهم أن الرب يقصد بشخصه المعزي الأول لشعبه، وسيتبعه المعزي الآخر الذي يدوم مع الكنيسة مدة تغربها عنه.

والروح القدس المعزي معنا، وخدمته محصورة في تعزية الكنيسة برفع نظرها إلى فوق، وبإنارة الرجاء أمامها، وبإقناعها ببطلان العالم وفساده وبوجوب الارتفاع فوقه .. وأمام هذا كله نقول: "ماذا يُصنع أيضًا لنا والرب لم يصنعه" ( إش 5: 3 )، لقد عمل كل شيء ونفوسنا أصبحت تبيت في الخير (مز35) وتُقيم في النعمة (رو5). فيا ليتنا نفتح القلب على مصراعيه للرب ونسلمه كل شيء، فيأتي إلينا، وما أشهى الفرصة التي نتعشى فيها معه وهو معنا. إن الأوقات التي نقضيها على صدره المُحب، لا توازيها كل كنوز الأرض. فكم تكون الأوقات التي فيها يستريح إلى حياتنا ويدخل إلى قلوبنا المخصصة والمكرسة له.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net