الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حبك أطيب من الخمر
ليُقبّلني بقُبلات فمه، لأن حبك أطيب من الخمر ( نش 1: 2 )
في هذه الآية العظيمة نجد أول إشارة للمحبة في سفر النشيد. ولأن العروس تشعر بدفء محبة العريس، فإنها تتمنى أن تحظى بقُبلات فمه. وهناك فارق بين قبلاتنا نحن له، وقُبلاته هو لنا: قبلاتنا نحن له هي علامة السجود والتقدير والاحترام. هي حتمية لنا إن أردنا الحياة. «قبّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق» ( مز 2: 12 ). ومن العهد الجديد نفهم أنها تستجلب لنا الغفران والخلاص والسلام، كما حصل مع المرأة التي كانت خاطئة ( لو 7: 36 - 50). وتذكِّرنا بيوسف في العهد القديم، "صفنات فعنيح"، أي مخلص العالم، «الذي على فمه كان كل المصريين يُقبِّلون» ( تك 41: 40 )، كنوع من إعلان الولاء والاحترام له.

هذه هي قُبلاتنا له، وأما قبلاته هو لنا، فإنها تعني المحبة، ولا شيء سوى المحبة. وعندما تطلب العروس «قبلات فمه»، فإنها لا تريد أن تكتفي بالمعرفة، بل إنها ترغب في التمتع بهذه المحبة، فالقُبلة كما نعلم هي علامة أقوى المشاعر! وكم هو جميل أن نعيش متمتعين بحبه!

وهناك أكثر من سبب لكون حب المسيح أطيب من الخمر:

أولاً: لأن محبة الرب، بخلاف الخمر، يمكن الاستمتاع بها بدون خوف. فبالنسبة للخمر، هناك مخاطر من شربها، مخاطر اقتصادية ومخاطر صحية ومخاطر أدبية، كيف لا، والإفراط فيه يجلب الهوان والعبودية؟ وأما حُب المسيح فهو على العكس، بقدر ما تتمتع به، تنعم بالسعادة الصافية التي لا تشوبها أية شائبة، والفرح العميق الذي لا تعقبه ندامة. يقول الرسول بطرس عن المسيح: «تحبونه .. فتبتهجون بفرح لا يُنطق به ومجيد» ( 1بط 1: 8 ).

ثانيًا: إن سعادة الخمر عابرة ولذتها وقتية، ثم تترك الإنسان في أسوأ حال مما كان، وأما الرب يسوع فهو لا يعطي فرحًا وهميًا ولا سعادة تافهة زائلة، بل إن فرحه مستمر وسعادته دائمة. قال المسيح لتلاميذه: «اثبتوا في محبتي ... لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم» ( يو 15: 9 - 11).

لهذا وذاك يمكننا أن نقول بحق: «إن حبك أطيب من الخمر».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net