البر هو حياة الاستقامة، وهو عكس الخطية. ولقد قيل عن الرب «أحببت البر وأبغضت الإثم» ( مز 45: 7 )، وقال لنا الرب: «طوبى للجياع والعطاش إلى البر، لأنهم يشبعون» ( مت 5: 6 ). ويحرضنا الرسول على الصحو للبر وتجنب الخطية ( 1كو 15: 34 )، ويوضح الرسول يوحنا أن صُنع البر هو علامة الولادة من الله «كل مَنْ يصنع البر مولودٌ منه» ( 1يو 2: 29 ) و«كل مَنْ لا يفعل البر، فليس من الله» ( 1يو 3: 10 ).
والبر هو أول ما يميز ملكوت الله «لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشربًا، بل هو برٌ وسلام وفرح في الروح القدس» ( رو 14: 17 )، وهو من ثمر النور ( أف 5: 9 )، وهو ما ميز رجال الإيمان «صنعوا برًا» ( عب 11: 23 ). ولا شك أن السلوك في البر يكلفنا آلامًا واضطهادًا «ولكن إن تألمتم من أجل البر، فطوباكم» ( 1بط 3: 14 ) و«طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات» ( مت 5: 10 ). وعلى المؤمنين أن يلبسوا البر كدرع «لابسين درع البر» (أف6)، ويمتلئوا من ثمره «مملوئين من ثمر البر» ( في 1: 11 ).
وهناك إمكانيات إلهية تُعيننا على السلوك بالبر، نذكر منها:
1 ـ النعمة التي ظهرت لخلاصنا، تعلمنا أن نعيش بالتعقل والبر والتقوى ( تي 2: 12 ).
2 ـ الولادة من الله، ثم سُكنى الروح القدس الذي يأخذ بأنظارنا لشخص المسيح الممجد، يجعلنا مُشابهين له «مَنْ يفعل البر فهو بار، كما أن ذاك بار» ( 1يو 3: 7 ).
3 ـ الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق ( أف 4: 24 ).
4 ـ موت المسيح حيث «حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة، لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر» ( 1بط 2: 24 ).
ومكافأة البر ستكون أمام كرسي المسيح «وأخيرًا قد وُضع لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم، الرب الديان العادل» ( 2تي 4: 8 ). ليت كل خاطئ يفارق خطاياه بالبر، وليت كل مؤمن يعيش حياة البر العملي في جو السلام «وثمر البر يُزرع في السلام من الذين يفعلون السلام» ( يع 3: 18 ).