الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يعقوب ينذر نذرًا
ونَذَر يعقوب نذرًا قائلاً: إن كان الله معي، وحفظني ... وأعطاني خبزًا.. وثيابًا... ورجعت بسلام... يكون الرب لي إلهًا ( تك 28: 20 ، 21)
لقد رفض يعقوب مواعيد النعمة غير المشروطة ( تك 28: 13 - 15)، وأدخل نفسه طرفًا في القصة، وبدأ يشترط على الله. فالإنسان دائمًا يرفض النعمة المجانية ويميل إلى مبدأ الأعمال، ولا يقتنع بعجزه وفشله وعدم استحقاقه. وهذا ما حدث في المسيحية الاسمية التي تحولت عن إنجيل نعمة الله إلى مبدأ الناموس والأعمال والاستحقاق.

ورغم الإعلانات الثمينة التي نطق بها الرب ليعقوب، لكننا نجد يعقوب هو يعقوب. ويجب أن نعرف أنه لا توجد نقلة فجائية ولا توجد قفزات في حياة المؤمن وإنما نمو تدريجي بطيء مع الأيام.

وفي نذر يعقوب نرى تفاهة وضحالة تفكير الإنسان، ونرى أنه بطيء الفهم بما تكلم به الرب. فبعد أن قال له الرب: «وها أنا معك (وليس سأكون معك)، وأحفظك حيثما تذهب...» نجده يقول: «إن كان الله معي، وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائرٌ فيه».

وبينما كان الرب يفكر بالخير الكثير ليعقوب ويحدثه عن الميراث الواسع والنسل الكثير، وأن منه سيأتي المسيح، كانت أقصى أماني يعقوب أن يعطيه خبزًا ليأكل وثيابًا ليلبس ويُرجعه بسلام إلى بيت أبيه.

فيا لسمو أفكار الله من نحو الإنسان المسكين! لقد قال الرب يسوع لتلاميذه: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، ولا للجسد بما تلبسون. الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس» ( لو 12: 22 ، 23). والذي أعطى الحياة سيعطي قوت الحياة، والذي يعطي الجسد سيعطي ما يكسو هذا الجسد. والذي يكسو الزهور ويُحيي الطيور، كيف ينسانا؟!

«إن كان .. يكون الرب لي إلهًا». ويا للعجب! وحتى يتحقق كل هذا مَنْ هو إلهك يا يعقوب؟! وهل عندك بديل أفضل من الرب تتخذه إلهًا لك؟!

«وكل ما تعطيني، فإني أعشّره لك». لقد نذر ووعد، لكنه لم ينفذ ونسيَ هذه الوعود. الله التزم بما قال، لكن يعقوب لم يلتزم. ولكن هل ندم الرب وغضب على يعقوب؟ كلا. إنه إله كل نعمة. وهو يعرف الجميع ولا يُفاجئ بشيء في الإنسان. إنه حصن وقدوس صبور، إنعامه كل الدهور.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net