الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما يراه الإيمان
قال لها يسوع: ألم أقُل لكِ: إن آمنتِ ترين مجد الله؟ ( يو 11: 40 )
لم تستطع مريم ومرثا أن تفهما ما سيعمله سيدهما. قالت كلتاهما له: «يا سيد لو كنت ههنا، لم يَمُت أخي» ( يو 11: 21 ، 33). وكأننا نقرأ من خلف قولهما هذه العبارات: "يا سيد. لا نفهم لماذا تأخرت علينا هذه المدة الطويلة. لا نفهم كيف استطعت أن تدع الموت يأتي إلى الشخص الذي أحببته. لا نفهم كيف سمحت للحزن والألم أن يهجما علينا، في حين أن حضورك كان يمنع ذلك كُلية. لماذا لم تأتِ؟ إن مجيئك الآن متأخر جدًا.. لأن له أربعة أيام وقد أنتن".

وجواب السيد على كل ذلك ينحصر في حق عظيم واحد: "قد تجهلين الأمر، ولكني أقول لكِ: إن آمنتٍ ترين مجد الله".

لم يستطع إبراهيم أن يفهم لماذا يطلب منه الله ذبح ابنه، ولكنه آمن، وقد رأى مجد الله في إعادة ابنه إليه حيًا. وموسى لم يعرف لماذا يُبقيه الله أربعين سنة في البرية، ولكنه وثق، وقد رأى مجد الله عندما دعاه ليُخرج إسرائيل من العبودية. ويوسف لم يفهم قصد الله في قسوة إخوته عليه، وفي افتراء امرأة قاسية شريرة عليه، وفي بقائه سنين سجينًا متألمًا بالظلم. ولكنه وثق ورأى أخيرًا مجد الله في كل هذا.

وهكذا قد يكون الأمر معك. تقول: «أنا لا أفهم لماذا سمح الله بفقدي لهذا الشيء العزيز لديَّ جدًا. لا أفهم لماذا يسمح بالألم والتعب الشديد لنفسي. لا أفهم لماذا يسير بي طرق ملتفة كلها عقوبات وصعوبات. لا أفهم لماذا يحبط كثيرًا من المشروعات والأغراض التي أراها نافعة لي من وجوه عديدة. لا أفهم لماذا يؤخر إعطائي ما أشعر أني في حاجة إليه لخير نفسي؟

يا صديقي .. ليس مطلوبًا منك، ولا في استطاعتك، أن تفهم طرق الله معك. والله لا ينتظر أن تفهم، وأنت إنسان محدود، كل أعماله الإلهية العالية. أنت لا تنتظر أن يفهم ابنك الصغير كل أفكارك، ولكنك تنتظر في الوقت نفسه ثقته في حكمتك ومحبتك له. يومًا ما سترى مجد الله في نفس الأمور التي لا تفهمها الآن. فقط ثق في أمانته وحكمته ومحبته، فيؤول ذلك إلى راحة قلبك في جميع ظروفك.

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net