الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة هي الأساس
أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك ... لكن عندي عليك: أنك تركت محبتك الأولى. فاذكر من أين سقطت وتُب، واعمل الأعمال الأولى ( رؤ 2: 2 - 5)
إن المطلب الأساسي الذي يريده الرب من شعبه، أفرادًا كانوا أو جماعة، هو المحبة. إنها أغلى شيء يقدِّره، ولا يوجد ما يعوِّض عن ذلك «فإن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقارًا» ( نش 8: 7 ).

وعلى بحر طبرية كان السؤال الفاحص الذي وجهه الرب إلى قلب بطرس ثلاث مرات، هو «أ تحبني؟» إنه لم يسأله "لماذا أنكرتني؟"، ولا سأله عما ينوي أن يفعله لأجله في المستقبل، بل كان السؤال الوحيد الذي يفتش في مخادع النفس هو: «أ تحبني؟»

وفي تاريخ الكنيسة النبوي (رؤ2، 3)، نجد أن كنيسة أفسس كان فيها عمل ونشاط، وتعب واحتمال دون كلل، ورفض للشر وتمييز. وقد امتدح الرب كل هذا. وربما كانت أفضل من غيرها من الجماعات. ولكن السؤال الهام هو: هل كان المسيح راضيًا؟ وقد تُظهر كنيسة غيرة عظيمة في الظاهر ونشاطًا واهتمامًا بالتعليم، وتقوم بخدمات مختلفة في كافة المجالات، في الوقت الذي تكون قد ذهبت القوة الحقيقية والنضارة، إذ تركت محبتها الأولى. وهذا ما قاله الرب موبخًا ملاك كنيسة أفسس. «عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى». فهو يغار على عواطف ومحبة كنيسته، ولن يقنع بغير ذلك.

إن المحبة الأولى هي افتتان القلب بالمسيح، والمشغولية به، والتأثر العميق بمحبته الفادية التي ظهرت في الصليب. وهي أن يسيطر المسيح على الكيان كله ويصبح هو أول شيء وكل شيء في الحياة.

والرب يذكر محبتنا الأولى، حيث عذراوية القلب، ونضارة الأشواق التكريسية نحوه، والاستعداد للتضحية بكل غالٍ وثمين لأجله. وهو لن يرضى بأقل من ذلك، أن يكون له المكان الأول، وأن يكون شغلنا الشاغل هو أن نُرضيه ونطيعه ونكرمه.

إن كلمة "الأولى" تعني "الفُضلى". فهي ليست الأولى من حيث الزمن في بداية العلاقة مع الرب، بل أعلى قياس مَلَك فيه المسيح على القلب. لذلك إن كنا في يوم من الأيام قد أحببنا الرب أكثر مما نحن الآن، فإن الرب يوجِّه لنا ذات كلمات اللوم والتوبيخ «عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى».

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net