الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 6 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وآخرون تجربوا !
وآخرون تجرَّبوا في هُزء وجلد، ثم في قيود أيضًا وحبس. رجموا. نُشروا. جُرِّبوا، ماتوا قتلاً بالسيف.. وهم لم يكن العالم مستحقًا لهم ( عب 11: 36 - 38)
إن الإيمان يحقق انتصارات عُظمى وعجيبة، ويخلص من أشد المآزق والأهوال. فأفواه الأسود الكاسرة لا تستطيع أن تؤذي دانيال المؤمن لأن إلهه أرسل ملاكه ليسد أفواه الأسود. وقوة النار المُحماة سبعة أضعاف تُطفأ لا بالماء بل بالإيمان. والمسيح هو الرابع حيث يوجد ثلاثة من المؤمنين، وهو الثالث حيث يوجد تلميذان حائران ماشيان عابسين إلى عمواس. وكثيرون من الأبطال نجوا من حد السيف كما نجا داود من غضب شاول وإيليا من غضب إيزابل ( عب 11: 32 - 35).

ولكن الإيمان ليس له فقط أعمال وانتصارات عظيمة، ولكن له أيضًا تجارب عظيمة وآلام وميتات قاسية. وفي عبرانيين11: 35- 38 يعدد الرسول، ليس الأشخاص الذين تألموا، بل الآلام التي احتملها الإيمان. فعلى رجاء القيامة الأفضل احتمل إسرائيليون أمناء في أيام المكابيين عذابات لا حد لها. وآخرون قاسوا بالإيمان جلدات وسجونًا وشدائد وحرمانًا وجوعًا وعُريًا وألمًا دائمًا وموتًا. فالبعض مثل زكريا رُجموا. والبعض كما تقول التقاليد عن إشعياء نُشروا. وآخرون كالأنبياء في أيام إيزابل قُتلوا بالسيف، والكل عاشوا وتألموا بالإيمان ناظرين ومتطلعين إلى العصر الذهبي الذي فيه يجيء الرب لإقامة مُلكه وإعلان مجده. وهكذا ربط الله أبناء العهد القديم بتلاميذ الرب يسوع حتى لا ينال الآباء رجاءهم قبل أن ننال نحن أيضًا التبني الكامل.

فلنتعلم من هذه الأمثلة اللامعة هنا، نماذج هائلة وعظيمة، ومن السهل رؤيتها والتشبُه بها.

إن الإيمان يعمل ويتألم، وهو دائمًا متحرك ونشيط. هو عُدتنا وغلبتنا. فباحتمال الآلام نمجد الله كما بالعمل، لأن في احتمال الآلام لا يبرز سوى الإيمان الذي يتمسك بالمواعيد ويستريح على صدر الله في هدوء واتضاع المحبة. والآلام هي إكليل شرف يضعه الله على رأس قديسيه، فإن لهم قد أُعطي أن يتألموا مع المسيح ولأجله. والواقع أن حياة بلا ضيق وبلا إنكار ذات، حياة بلا صليب، لا ينتظر أن تكون هي الحياة السابقة لحياة الإكليل. وعلى قدر ما تصبح الكنيسة فاترة، على قدر ما يقل احتمال الشدائد ويقل حمل الصليب. فليت المؤمنين المُجربين لا ينسون أنهم كرماء في عيني الله، فإن المُحتقرين من العالم هم عادة شرفاء الله المختارون الذين ليس العالم مستحقًا لهم.

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net