الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 سبتمبر 2005 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دروس من زيارة المجوس
إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له ( مت 2: 1 ، 2)
لقد ظهرت حكمة المجوس في عدة مظاهر:

أولاً: أنهم لما رأوا نجمًا وعرفوا أنه يشير إلى مولد الملك العظيم، منتظر كل الأجيال، فقد أتوا إلى أورشليم فورًا. ومع أن السفر في تلك العصور الغابرة كان شاقًا، فإنهم تكبدوا مشقة السفر، وجاءوا إلى أورشليم. أما رجال الدين في أورشليم، فمع أنهم عرفوا من التوراة أين يولد المسيح، لم يكن لديهم قلب لأمور الله، ولا لمسيح الله.

ثانيًا: ولقد ظهرت حكمة هؤلاء المجوس أيضًا في أنه لم يكن لديهم الاهتمام فقط، بل الإيمان أيضًا. لقد أتوا إلى أورشليم لا ليسألوا: هل وُلد المسيح فعلاً؟ بل أتوا قائلين: «أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه وأتينا لنسجد له». فماذا رأوا بعد كل هذا العناء وتلك المشقة؟! لم يروا شخصًا في قصر عظيم تحوطه مظاهر الأبهة والعظمة، بل رأوا طفلاً صغيرًا في مكان بسيط ومتواضع، تحمله امرأة صغيرة وكل الشواهد تدل على أنها رقيقة الحال. يا لخيبة الأمل إذًا بحسب الظاهر. لكن ما كان أعظم إيمانهم. فهم من خلال حجاب الاتضاع وستار الفقر، رأوا مجده!

ثالثًا: ولقد ظهرت حكمة المجوس أيضًا في سجودهم للمسيح. فهم لم يكن لديهم الاهتمام فقط، ولا الإيمان فحسب، بل لقد أتوا ليسجدوا. لم يأتوا بدافع الفضول، ولا ليُشبعوا الدهشة، بل ليسجدوا. ولا نقرأ أنهم سجدوا لهيرودس، مع كل مظاهر العظمة الزائفة التي كانت تحوطه. لكنهم سجدوا لذلك المولود، ذلك الملك الجليل.

رابعًا: بعد أن سجدوا له قدّموا له هداياهم. لاحظ أنهم لم يقدموا الهدايا أولاً، بل سجدوا أولاً. فالله يريد قلبك أولاً لا جيبك. حُبك أولاً قبل عطاياك. ثم لاحظ أيضًا أنهم لما سجدوا لم يسجدوا لسواه. فلا يُقال مثلاً إنهم سجدوا للمطوّبة مريم، بل خرّوا وسجدوا له. ومرة أخرى عندما قدموا الهدايا، لم يقدموها ليوسف مثلاً أو لأمه، بل يقول البشير: «قدموا له هداياهم».

خامسًا: ثم لاحظ ماذا كانت الهدايا. لقد قدموا ذهبًا ولبانًا ومُرًا. والذهب للدلالة على مجده الإلهي وسموه الملكي. واللبان للدلالة على كمال شخصه، والمُرّ للدلالة على رفض الناس له وآلامه.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net