في وليمة شاول الشهيرة، دافع يوناثان عن داود وسأل أباه: «لماذا يُقتل؟ ماذا عمل؟».
وإن كان داود كإنسان فعل ـ فيما بعد ـ ما يستوجب القتل، فقد زنى وقتل (2صم11)، والشريعة تقضي بقتل الزاني والقاتل ( لا 20: 10 ؛ عد35: 16)، لكن الرب في نعمته المتفاضلة، نقل عن داود خطيته.
والآن لنترك داود، وننظر إلى أصل وذرية داود؛ للرب يسوع المسيح وهو على الصليب، ونسأل أيضًا: «لماذا يُقتل؟ ماذا عِمل؟».
إن الشريعة تقضي بالقتل، لا للبار، بل للأثيم والخاطئ «... إنما كل إنسان يُقتل بخطيته» ( 2مل 14: 6 ). ولكن بالنسبة لربنا يسوع المسيح، فلم تكن فيه خطية ( 1يو 3: 5 )، ولم يعرفها ( 2كو 5: 21 )، ولم يفعلها ( 1بط 2: 22 ). ومن جهة البر، فهو البار الوحيد بشهادة الجميع ( أع 7: 52 ( يو 4: 34 ( لو 23: 41 ). ومن جهة الأعمال، فقد قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» ( رو 5: 12 )، وقيل عنه: «لم يفعل شيئًا ليس في محله» ( رو 3: 10 ). هذا في الوقت الذي قيل فيه عن الجميع: من جهة الخطية «إذ أخطأ الجميع» ( مز 14: 13 )، ومن جهة البر: «ليس بار ولا واحد» ( تك 18: 23 )، ومن جهة الأعمال: «ليس مَنْ يعمل صلاحًا، ليس ولا واحد» ( أع 3: 15 ( يو 10: 28 ). فالقتل إذًا هو استحقاق كل الجنس البشري. ولكن، هل يصادق الله على قتل البار، ويُهلكه مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم؟! ( في 2: 8 - 25). حاشا له أن يفعل مثل هذا الأمر، أن يُميت البار مع الأثيم. حاشا له! .. إذًا، لماذا يُقتل البار، ويُطلق الأثيم؟! لماذا يُقتل رئيس الحياة؟! ( أف 5: 25 ) ولماذا يموت مُعطي الحياة؟! ( يو 6: 33 ). الإجابة: أنه لم يُقتل لأن اليهود قبضوا عليه، ولا لأن بيلاطس أصدر الحكم بذلك، بل قُتل ومات لأنه أحب أباه وأطاعه حتى الموت موت الصليب ( 1بط 3: 18 )، قُتل ومات لأنه أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أف5: 25). قُتل ومات لأنه أحبني (وأحبك) وأسلم نفسه لأجلي (ولأجلك) (غل2: 20). قُتل ليَهَب الحياة للموتى بالذنوب والخطايا (يو6: 33) مات البار من أجل الأثمة، لكي يقرّبنا إلى الله (1بط3: 18).