الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لم تعبروا هذا الطريق
عندما ترون تابوت عهد الرب إلهكم .. فارتحلوا من أماكنكم وسيروا وراءه .. لأنكم لم تعبروا هذا الطريق من قبل ( يش 3: 3 ، 4)
نطق يشوع بهذه الكلمات على مسامع الشعب، وهم على مشارف الدخول إلى أرض الموعد، وكان كل شيء يتغير أمامهم، القيادة والظروف. وإننا بمناسبة العام الجديد، والمستقبل الذي أمام كل واحد منا، نريد أن نتأمل في أمرين: أولاً: المستقبل المجهول، ثانيًا: المستقبل المضمون.

أولاً: المستقبل المجهول.

إن عددًا غير قليل من الشعب، كان قد سمع أثناء طفولته التقارير التي عاد بها الجواسيس عن الأرض، من نحو أربعين سنة مضت. وكانت ذاكرتهم لا تزال تحوي شيئًا عما سمعوه منهم عن جبالها ووهادها، أنهارها وثمارها، سكانها ومُدنها. ومع ذلك لم يكن شيء واضحًا تمامًا، ولا شيء مُحددًا. فهم لم يعبروا هذا الطريق من قبل. وهكذا أيضًا الأمر معنا، فالمستقبل بالنسبة لنا نحن أيضًا غير معروف لواحد منا. ما أغبى مَنْ يسعى ليعرف المستقبل ـ مع بداية كل عام ـ عند العرَّافين والمنجّمين. لكننا نعلم أن الله لم يُعطِ تلك المعرفة لأحد. والخُلاصة أننا نجتاز طريقًا لم نعبره من قبل.

ثانيًا: المستقبل المضمون.

إذا كان المستقبل مجهولاً، فكيف نقول إنه مضمون؟ كيف نضمن المجهول؟

كان أمام الشعب؛ الأردن ممتلئ إلى جميع شطوطه. إنه عقبة كُبرى، أ ليس كذلك؟ لكنهم إذا قاسوا الأردن وكبرياءه، ببحر سوف الذي شقه أمامهم الرب، كم يبدو النهر بسيطًا! وإذا قاسوا صعوبات الأرض، بصعوبات البرية، كم تبدو صعوبات الأرض سهلة! إذا قاسوا شدة وقوة الأعداء بفرعون والمصريين، كم يبدو أولئك العمالقة أقزامًا!

إنهم إذا لم ينسوا نُصرتهم على شاطئ البحر الأحمر، وإذا تذكّروا ترنيمتهم هناك، لن يوجد شيء ما يفزعهم قط. نعم، لم يخشوا نهرًا جاريًا، إذا ما تذكَّروا بحرًا مشقوقًا.

والآن، ماذا بالنسبة لنا؟ فإن كان الله قد وجد حلاً لمشكلة الخطية، فأية مشكلة ستقف أمامه؟! وإذا كان قد انتصر لحسابنا على الشيطان، فأي عدو يُرعبنا؟! وإن كان في محبته، ضحّى بابنه الوحيد، فكيف لا يهَبنا معه كل شيء؟!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net