الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 31 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المدينة العتيدة
لأن ليس لنا هنا مدينة باقية، لكننا نطلب العتيدة ( عب 13: 14 )
هذه هي المدينة التي صانعها وبارئها الله. وما أمجد تلك المدينة! في عبارة واحدة تتجمع أمجادها «الخروف سراجها». وإن كنا ننتظر المدينة العتيدة، فإننا بذلك ننتظر المسيح نفسه، وسوف نراه. وطالما نحن هنا، فنحن نتعلم ترنيمات السماء إلى أن نصلها.

مرة طلب الأعداء من الشعب قديمًا أن يرنموا لهم من ترنيماتهم، فكان الجواب: «كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة؟». وهكذا سكتت النغمات، وعُلّقت الأعواد، غير أننا نحن لم نُحرم من الأغاني ونحن صاعدون إلى المدينة السماوية. إن أعوادنا لم تُعلَّق على صفصاف بابل، لأننا خرجنا من بابل. إننا "به" نقدم في كل حين ذبائح التسبيح، ترنيمات المصاعد «ثمر شفاه مُعترفة باسمه».

إن ترنيمات السياحة ونحن عابرون، هي ترنيمات السماء عينها التي سوف نرنمها في محضر الحَمَل في أمجاد السماء. ولن يغيِّر من ترنيمتنا شيء، بل سوف يضيف إليها عُمقًا ويُضفي عليها حلاوة. وهناك تتصل النغمات لتملأ الأبد «طوبى للساكنين في بيتك، أبدًا يسبحونك» (مز84). لكن مع الخطوات هنا تتحد نغمات التسبيح، وكلما أبرقت أمامنا أمجادها، تزداد النغمات قوة والخطوات اتساعًا، ونحن ننشد «الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه».

إننا أيها الأحباء نُشبه جماعة من اللاجئين من وطن بعيد في أرضٍ غريبة، قابلتنا فيها المتاعب والتجارب. لكننا لم ننسَ وطننا الأصلي. ثم إذا بنا نسمع بشارة العودة، وتحملنا الفرحة إلى ظهر السُفن الراجعة إلى الوطن الحبيب. وتصوروا أيها الأحباء أغنية العودة، كيف تعلو وتزداد كلما اقترب الشاطئ المرتقب. وتصوروا أيضًا كيف تصبح أغانينا عندما تتحد مع نغمات الأهل والأخوة على شاطئ السلامة في دار السلام.

Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net