الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 يناير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسلم نفسه لأجلها
كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ( أف 5: 25 )
منذ أكثر من 2500 سنة مضت، حارب أحشويرش ملك فارس بلدة قريبة منه، وانتصر عليها، وأسر حاكمها وامرأته وأولاده. ثم أمر أن يؤتى بهم أمامه، فلما أُحضروا، سأل الحاكم المأسور عما يملكه، فأخبره ذاك بكل ما يملك. عندئذ قال له أحشويرش: ها هم أولادك. إنهم أسرى عندي، وأستطيع أن أبيعهم كعبيد، ماذا تعطي مقابل حرية أولادك؟ فأجاب الحاكم: "كل ما أملك". فأجابه أحشويرش: حسنًا، الآن يستطيع أولادك أن يذهبوا أحرارًا، وكل ما تمتلكه هو لي إلى الأبد.

والآن ها هي زوجتك، إنها أسيرة عندي. وأستطيع أن أبيعها كأَمَة، فماذا تعطيني لأجل حرية زوجتك؟ فأجاب الحاكم: "كل ما أملك"، فردّ أحشويرش: كلا، إنك لا تستطيع أن تفعل ذلك، لأنك سبقت فأعطيتني كل ما تملك لتشتري حرية أولادك. عندئذ أجاب الحاكم قائلاً: إنني أعطي حياتي لأجلها، فخُذ حياتي واتركها تذهب حُرة. عندئذ أمر أحشويرش أن تُطلَق كل العائلة حُرة بلا ثمن. وعندما رجعوا إلى أرضهم وأصدقائهم، تكلموا عن أحشويرش، وعظّموا قوته وغناه ونُبله، ومعاملته الرقيقة للحاكم وعائلته، لكن الزوجة ظلت صامتة. فسألها الحاكم قائلاً: أ لم تلاحظي أي شيء مُميز في أحشويرش؟ أجابت كلا، فاندهش، وقال لها: لماذا؟ ألا تجدين أي شيء تقولينه عنه، وقد عاملنا هذه المُعاملة الطيبة؟ فأجابت قائلة: كيف أستطيع أن أفكر في أي شخص آخر، إلا في ذلك الشخص الذي كان مُستعدًا أن يبذل حياته لكي يمنحني الحرية؟ إنني لا أستطيع أن أفكر في أي شخص آخر.

وفي تشبيه التاجر واللؤلؤة، نرى صورة للرب يسوع وكنيسته (مت13) فأية قيمة ثمينة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للتاجر! حتى أنه باع كل شيء ليشتريها؟ هل تستطيع أن تُدرك مشاعر التاجر نحو تلك اللؤلؤة؟ تصوَّر إنسانًا مستعدًا لبيع كل شيء، ليشتري لؤلؤة واحدة. فأية قيمة لهذه اللؤلؤة بالنسبة للرب! هذا يذكِّرنا بالآية العجيبة «.. من أجلكم افتقر وهو غني..» ( 2كو 8: 9 ). لكن أفسس 5 تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث لا نقرأ أن الرب يسوع كان مستعدًا أن يبيع كل شيء ليمتلك الكنيسة، بل «.. أسلم نفسه لأجلها». إن هذا لهو أكثر بكثير من مجرد بيع كل شيء. فأن تعطي نفسك، أغلى جدًا من أن تبيع كل شيء.

هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net