الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 أكتوبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حواء كرمز
وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم: هذه الآن عظمٌ من عظامي ولحمٌ من لحمي ( تك 2: 22 ، 23)
إن كنا نرى في آدم «مثال الآتي» الذي هو الرب يسوع المسيح، فلا عجب أن نرى في حواء رمزًا بديعًا للكنيسة؛ فحواء عظم من عظام آدم، ولحم من لحمه، وهكذا الكنيسة بالنسبة للمسيح «لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه». وقد تكوَّنت حواء أثناء نوم آدم؛ أقرب صورة للموت في عالم لم يكن قد دخله الموت بعد. ولقد فُتح جنب آدم لتخرج منه حواء، وهكذا أيضًا فُتح جنب المسيح (بطعنة الحربة) لتظهر الكنيسة. ولم تُخلق المرأة لكي يملك آدم عليها، بل معها، إذ كانت شريكة معه في كل سلطانه، وهكذا أيضًا المسيح والكنيسة، وهو ما عبَّر عنه الرسول قائلاً: «إياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة، التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل» ( أف 1: 22 ، 23).

ومع ذلك، فهناك مُباينات كثيرة بين الرمز والحقيقة. فآدم وحواء خُلقا معًا في نفس اليوم، أما الكنيسة فقد اقترنت بابن الله الوحيد الأزلي، خالق الكل. لذا لاق بالرسول بولس أن يقول: «هذا السر عظيم». ثم إن آدم لم يتكلف شيئًا، فهو لم يخرج من الجنة ليحصل على حواء، أما المسيح فما أبعد مشواره، ذاك الذي خرج من عند الآب وأتى إلى العالم. لم يشعر آدم بآلام إذ أوقع الرب سُباتًا عليه فنام، أما المسيح فكم تألم وكم صرخ، سواء في البستان، أو فوق صليب العار عندما وُضعت كل خطايانا عليه. لقد كانت مستشفى ولادة حواء جنة غنّاء، بينما مستشفى ولادة الكنيسة جُلجثة المُرعبة!!

وقد تكوَّنت حواء قبل دخول الخطية إلى العالم، بينما الكنيسة تكوَّنت بعد أن مات المسيح ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه. والرب الإله هو الذي أوقع السُبات على آدم، بينما المسيح قال: «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا» ( يو 10: 18 ). وآدم عندما نام لم يكن يدري من الأمر شيئًا، بينما المسيح أحب الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ( أف 5: 25 ) «وبنى الرب الإله الضلعة التي أخذها من آدم أمرأة»، أما المسيح فهو الذي يقوم حاليًا ببنيان كنيسته ( مت 16: 18 ).

وبينما أحضر الرب الإله المرأة لآدم، فإن المسيح هو الذي عن قريب سيُحضر الكنيسة لنفسه ( أف 5: 27 ). فله كل المجد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net