الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 15 أكتوبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نسل المرأة
فقال الرب الإله للحية ... أضع عداوة بينك وبين نسل المرأة، وبين نسلك ونسلها. هو يسحق رأسك، وأنتِ تسحقين عقبه ( تك 3: 14 ، 15)
إن كان مشهد سقوط الإنسان اشتمل على بستان وشجرة، فإن مشهد نُصرة المسيح على الحية وسحق رأسها، اشتمل أيضًا على بستان وشجرة؛ بستان جثسيماني وشجرة الصليب!

ففي الجنة استمعت المرأة للشيطان وعصى آدم على الله، لكن في بستان جثسيماني انتصر المسيح على الشيطان، وقال للآب: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك» ( لو 22: 42 ). في البستان أخذ آدم من يد المرأة، الثمرة المُشتهاة في تعدٍ على الله، وفي البستان قَبِل المسيح من يد الآب الكأس الرهيبة، وفي طاعة كاملة قال:«الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها؟» ( يو 18: 11 ).

وفي البستان هرب آدم وحواء من وجه الرب الآتي ليسأل عنهما، وفي البستان خرج المسيح في هدوء وثبات يواجه الأشرار الآتين للقبض عليه! وبعد البستان مضى المسيح إلى الصليب ليُعلَّق فوقه؛ ليُعلَّق على الخشبة (الشجرة).

الشجرة الأولى في الجنة أنبتها الرب الإله، بينما الثانية نصبها الإنسان الشرير في جلجثة. ورأت المرأة بالعيان أن شجرة معرفة الخير والشر شهية للنظر، أما المسيح فكان فوق الصليب «لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه. مُحتقر ومخذول من الناس» ( إش 53: 2 ، 3). وحواء بالعيان أُعجبت بشجرة المعرفة، لكن يا لخيبة أملها إذ لم تحصل منها على بُغيتها. أما اللص التائب، فإنه بالإيمان رأى في المسيح المصلوب الإنسان الكامل، والملك الآتي، والرب المخلِّص! فنال منه أكثر جدًا مما طلب أو افتكر.

الشجرة الأولى مَنهى عن الأكل منها، أما المسيح المصلوب، فيا لسعد مَنْ ينظر إليه بالإيمان الآن. ولذا فإن الشيطان أغرى الإنسان على الأكل من الأولى، ويسعى جاهدًا لإبعاده عن الثانية. فلم تكن الشجرة الأولى هي الواسطة ليكون الإنسان كالله، بل الصليب، لأنه «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير» ( يو 12: 24 ). وآدم اللص (الذي أخذ ما ليس له) أكل من الشجرة الأولى فطُرد من الجنة، أما اللص التائب، فإنه أكل من الثانية ودخل الفردوس مباشرة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net