الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 أكتوبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان والصعوبات
لا تخافوا من شعب الأرض لأنهم خبزنا. قد زال عنهم ظلهم، والرب معنا. لا تخافوهم ( عد 14: 9 )
إن عين الإيمان هي وحدها التي تستطيع أن ترى يد الله في جميع الأشياء. فعدم الإيمان لا يرى غير الصعوبات والظلمات والموت، أما الإيمان فيتخطى هذه جميعًا متمتعًا دائمًا بنور المجد الإلهي. إن الإيمان لا ينظر إلى الصعوبات، وإذا نظر إليها، فما ذلك إلا ليتدرب بها.

هذا ما نراه موضحًا في حياة يشوع وكالب، حين أُرسلا مع العشرة الرجال ليتجسسوا الأرض التي وعد الله شعبه بها. كان هناك العمالقة في الأرض، فعاد الرجال بأخبار تملأ النفس بالفشل واليأس، إذ قالوا: «لا نقدر أن نصعد إلى الشعب، لأنهم أشد منا .. الأرض التي مررنا بها لنتجسسها، هي أرض تأكل سكانها، وجميع الشعب الذي رأينا فيها أُناس طوال القامة» ( عد 13: 31 ، 32). وهكذا ملأوا قلوب الشعب بالرُعب، وجعلوه يبكي وينوح، لأنهم بكلامهم هذا، قد أخرجوا الله من حسابهم (انظر عد14: 1- 4).

ولكن يشوع وكالب قالا: «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها» وأيضًا «الرب معنا. لا تخافوهم» ( عد 13: 30 2كو 4: 18 ). وهكذا نرى أن الإيمان يتدرب بالصعوبات ويتقوى بها. إنه يلتفت لا إلى مبلغ الصعوبة، بل إلى الله الذي مع المؤمن في جميع صعوباته. إنه لا ينظر إلى الأشياء التي تُرى، بل التي لا تُرى ( عب 11: 27 )، يتشدد كأنه يرى مَنْ لا يُرى (عب11: 27)، يمسك بالإله الحي ويستند على ذراعه القوية. إن الإيمان يسحب من كنز الله الذي لا يفرغ، يسير في نور طلعته البهية المباركة، ويرى المجد مُشرقًا على مناظر الحياة الصعبة المُظلمة.

إن عدم الإيمان يُخرج الله دائمًا من حسابه، فهو يستطيع أن يعمل حسابًا دقيقًا وافيًا للصعوبات والحواجز والمؤثرات المُعادية، ولكنه لا يستطيع البتة أن يُدخل الإله الحي القدير في حسابه. وعدم الإيمان هو بعينه دائمًا في كل مكان. يبدأ وينتهي باستبعاد الله من الأمر.

أما الإيمان، ويا لعظم قيمته، فيستحضر الله الذي يُبدد كل الصعوبات ويصل بالنفس في النهاية إلى الحضرة الإلهية المباركة. إنه ينظر فوق السُحب ومن خلفها، فيجد الله مصدر القوة والخير موجودًا ـ ما أثمن الإيمان! إنه الشيء الوحيد في هذا العالم الذي يمجد الله، ويجعل قلب المؤمن سعيدًا بالحق.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net