الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 نوفمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الابن يخاطب الآب
تكلم يسوع بهذا ورفع عينيه نحوالسماء وقال: أيها الآب قد أتت الساعة. مجِّد ابنك ( يو 17: 1 )
بعد ختام كل شيء على الأرض، يتجه المسيح بنظره إلى السماء، إلى بيت الآب الذي كان مزمعًا أن يدخله بعد فترة وجيزة. لقد استمعنا سابقًا إلى كلمات الرب التي تكلم بها عن الآب إلى تلاميذه. والآن، فإنه من امتيازنا العظيم أن نصغي إلى كلمات الابن التي تكلم بها للآب بخصوص تلاميذه، وبخصوص جميع الذين يؤمنون به.

إن هذه الصلاة تقف فريدة بين كل الصلوات الأخرى التي سُجِّلَت في الكتاب المقدس بسبب ذلك الشخص الفريد المجيد الذي فاه بها. مَنْ خلاف ذلك الأقنوم الإلهي يستطيع أن يقول: «ليكونوا واحدًا كما نحن»؟ وأيضًا «ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا»؟ إن مثل هذا الكلام لا يمكن أن يصدر أبدًا من شفاة بشرية، بل يبرهن، بلا جدال، على حقيقة لاهوته.

وهذه الصلاة تقف فريدة أيضًا بين غيرها من الصلوات لِطبيعتها المتميّزة. فلا يوجد فيها أي أثر لاعتراف، أو صدى لمعرفة الخطية، ولا نغمة لوجود نقص بالمصلي، أو لشعور بعدم الاستحقاق، ولا توسُّل من أجل نجاة.

وعلاوة على ذلك، فإن هذه الصلاة تسبي قلوبنا إذ نسمع فيها شخص يتكلم كمَن كان موجودًا في الأزل قبل تأسيس العالم، كشريك المجد الأزلي. نسمعه متكلمًا عن طريقه الكامل هنا على الأرض، وكمَنْ المستقبِل ككتاب مفتوح أمامه، نجده يستطرد إلى الحديث عن عهد الرسل، ثم نستمع إلى كلماته التي تمتد إلى كل فترة وجود الكنيسة على الأرض، إذ نسمع طلباته من أجل كل الذين يؤمنون به، وأخيرًا فإنه يأخذ بأفكارنا إلى الأبدية التي فيها سنكون فيها مع المسيح ومثله.

في هذه الصلاة نستمع إلى نبضات قلب الرب، فنجد أنفسنا، بالرغم من وجودنا في هذا العالم، نُحمَل إلى ما هو أبعد من الأشياء المنظورة الفانية؛ إلى الأمور الأبدية الباقية وغير المتغيرة. فمع أهمية كل ما سبق وتكلم به الرب إلى تلاميذه، فإن كل هذا يتضاءل أمام عظمة الأمور الأبدية والتي صار لنا أن نعرفها، بل وأن نتمتع بها من الآن: الحياة الأبدية، اسم الآب، كلمات الآب، محبة الآب، فرح المسيح، القداسة، كوننا واحدًا مع الآب والابن، المجد.

وعلاوة على ذلك إذ نستمع إلى هذه الصلاة نعرف رغبات قلب المسيح، بحيث يستطيع المؤمن أن يقول ”إنني أعلم ما في قلبه من جهتي، هذا ما لا بد أن يكون“، فإن الصلاة الكاملة هي تعبير حقيقي عما في القلب.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net