الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صلاة إيليا لأجل المطر
وأما إيليا فصعد إلى رأس الكرمل وخرَّ إلى الأرض، وجعل وجهه بين ركبتيه. وقال لغلامه: اصعد تطلع نحو البحر ( 1مل 18: 42 ، 43)
يمكننا أن نرى في صلاة إيليا لأجل المطر دروسًا مباركة عن الصلاة:

1ـ الانفصال: لقد سحب إيليا نفسه من المشهد ومن وسط الجموع، وصعد إلى رأس الكرمل، وكان شغله الشاغل أن ينفرد مع الله بعيدًا عن جو العالم، لكي يحقق الخصوصية. إنه يجب أن نترك كل المشغوليات والهموم خلفنا، ونغلق الباب عليها لكي نسكِّن قلوبنا أمام الرب ( مت 6: 6 ). 2ـ الاتضاع: الوضع الذي اتخذه إيليا وهو ماثل في حضرة الله، يدل على مُنتهى الخشوع والاتضاع، إذ «خرَّ إلى الأرض، وجعل وجهه بين ركبتيه» (ع42). 3ـ الثقة الكاملة في وعد الله: قال الرب لإيليا: «اذهب وتراءَ لأخآب فأُعطي مطرًا على وجه الأرض» ( 1مل 18: 1 ). والسؤال: هل كانت هناك ضرورة لأن يصلي بعد هذا الوعد؟ أ ليس أن الله يقول ويفعل، يتكلم ويفي؟ بكل يقين نعم. ولكن الوعد يشجع المؤمن أن يصلي ويثق في الرب أنه سيفعل. إنه بمثابة الشيك الموقّع، الذي نقدمه لكي نحصل على ما فيه. 4ـ التحديد: صلاة إيليا كانت مُحددة. إنه لم يُعمّم الصلاة، بل طلب لأجل نزول المطر.

5ـ السهر والمواظبة: كان يصلي بشوق وشغف، ويتوقع بمراقبة، الاستجابة. فأرسل غلامه ليتطلع نحو البحر ليرى ما يحدث في السماء، عاد الغلام ليقول: «ليس شيءٌ» ( 1مل 18: 43 ). لكنه أرسله مرة أخرى، فعاد أيضًا ليقول: «ليس شيءٌ»، وكرر هذا سبع مرات. والكتاب يعلمنا أن نسهر ونصلي «واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر» ( كو 4: 1 ). 6ـ اللجاجة: 6 مرات صلى إيليا وأرسل الغلام، لكنه كان يعود بإجابة مُفشِّلة. والرب قد يتأنى علينا ليقودنا إلى درجة معينة من المُثابرة واللجاجة. فهو يريد أن يحتفظ بنا أطول فترة قارعين بابه. وخلال هذه الفترات من انتظارنا له، سيُعلمنا دروسًا كثيرة ويفرِّغنا من ذواتنا، وينقي دوافعنا «انتظارًا انتظرت الرب، فمال إليَّ وسمع صراخي» ( مز 40: 1 ). 7ـ التأكيد: كان إيليا متأكدًا من إجابة السماء لصلاته. وفي المرة السابعة، عاد الغلام ليقول: «هوذا غيمة قدر كف إنسان، صاعدة من البحر» (ع44)، وكان هذا مُشجعًا له، إذ علم أن صلاته قد استُجيبت، فأرسل إلى أخآب يقول: «أشدد وانزل لئلا يمنعك المطر .... وكان مطرٌ عظيمٌ» (ع45).

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net