الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وصايا المحبة
بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله: إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه. فإن هذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة ( 1يو 5: 2 ، 3)
هناك بعض المؤمنين الذين ينكرون بشدة وجود أية وصايا بالنسبة للمسيحي، وهم بذلك يرفضون فكرة وجود وصايا لنا، إذ أنهم يشعرون أن فكرة الوصايا مرتبطة بناموس موسى، وأن إخضاع المؤمن لأية وصايا، معناه إخضاعه للناموس، وهم في هذا مُخطئون. فتَحتَ النعمة، نحن دخلنا ملكوت الله، وقد حلّ سلطانه الإلهي في قلوبنا، إن كنا مؤمنين حقيقيين. ومع أن المحبة هي القوة المُهيمنة في ذلك الملكوت المبارك، فإن المحبة لها وصاياها، وهي لا تقل عن الناموس في هذا. مع هذا الفارق الجوهري أن الناموس فَرَض الوصايا دون أن يعطي الدافع ولا القوة التي تضمن طاعتها. والمحبة فقط هي التي تعطي القوة اللازمة. ولكن وصايا المحبة موجودة «فإن هذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه، ووصاياه ليست ثقيلة» ( 1يو 5: 3 ). تحت الناموس، أُعطيت للناس وصايا يتوقف على حفظها حياتهم وموقفهم أمام الله. أما تحت النعمة، فحياة المؤمن ومقامه مؤكدان في المسيح، والوصايا المُعطاة له، إنما لتشكل وتوجّه حياته الجديدة بالطريقة التي تُرضي الله.

ونشكر الله، أنه في العهد الجديد، لنا وصايا كثيرة واضحة من الرب، تغطي كل الجوانب الأساسية للحياة والخدمة. ولكن هناك الكثير من الأمور الصُغرى التي لم يفرض فيها الرب توجيهات مُحددة ( 1كو 7: 6 ، 25، 14: 37)، وهذا الإغفال لم يحدث سهوًا، ولكن لقصد مُحدد. فمن الواضح أن الله قصد أن يترك عدة أمور لكي يصلي القديسون من أجلها، ولكي يفتشوا الكلمة ليكتشفوا ما يرضيه، وليحكموا فيها بناء على قياس مُستمد من تعاملات الله في الماضي. وهذا لكي ينموا في الإيمان وليكون لهم الحواس المُدرّبة «على التمييز بين الخير والشر» ( عب 5: 14 ).

هذا نُقرّه تمامًا، ولكن نخشى أن بعض المؤمنين للأسف مُعرَّضون لخداع أنفسهم في هذا الشأن. فهم يشغلون أنفسهم بموضوع معيَّن ويسعون للوصول للنور، ويصلّون من أجله بخشوع. مع أنهم لو فتحوا كتابهم المقدس، لوجدوا وصية صريحة من الرب بخصوص ما يبحثون عنه، إلا أنهم يتجاهلونها. وفي هذه الحالة، فإن صلاتهم وبحثهم ليس له قيمة تُذكر، إنما هي في الحقيقة شكل من أشكال الرياء.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net