الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عُوبيد أدُوم الجتي وبيته
وبقي تابوت الرب في بيت عوبيد أدوم الجتي ... فأخبر الملك داود وقيل له: قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم، وكل ما له بسبب تابوت الله ( 2صم 6: 11 ، 12)
إن عناية عوبيد بالتابوت، جلبت عليه بركة الرب. وما أجمل الدروس التي نتعلمها من مُباركة الرب لعوبيد وبيته:

أولاً: إن بركة الله الممنوحة للإنسان حقيقة واقعة وملموسة. فقانون الله ثابت على مرّ العصور والأجيال «إني أُكرم الذين يُكرمونني» ( 1صم 2: 30 ). والغِنى الروحي لا ينفي البركة المادية «لأن الرب الله ... لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال» ( مز 84: 11 ) و«التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة» ( 1تي 4: 8 ).

ثانيًا: إن بركة الرب واضحة، حتى أن الآخرين يلاحظونها. أ لم يلاحظ أبيمالك ومَنْ معه، بركة الله لإسحاق؟ ( تك 26: 28 ). أوَ لم يلاحظ فوطيفار بركة الرب ليوسف؟ ( تك 26: 28 ). لقد قال لابان ليعقوب: «ليتني أجد نعمة في عينيك. قد تفاءلت فباركني الرب بسببك» ( تك 30: 27 ). إن الأشرار لا يقرأون كلمة الله، لكنهم يقرأون حياة خاصته وشعبه، وسريعًا ما يميزون بركة الله معهم. وما أعظم تأثير ذلك على نفوسهم!

ثالثًا: إن الجميع يعلمون السبب الذي من ورائه أتت بركة الرب. وهذا واضح من جهة ما حدث مع عوبيد نفسه، فلقد قيل للملك داود: «قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم، وكل ما له بسبب تابوت الله». لقد عرفوا سبب البركة، واستنتجوا مصدرها. أدركوا أن الله أكرم الشخص الذي أكرمه، وشهدوا أن «التقوى مع القناعة .. هي تجارة عظيمة» ( 1تي 6: 6 ).

رابعًا: إن بركة الرب تكون دائمًا مَثَار دهشة الآخرين وإعجابهم، حتى أنهم يتناقلون الحديث عنها. وهذا ما حدث فعلاً مع عوبيد، إذ تناقلت أخبار بركة الرب له، حتى وصلت إلى داود الذي قيل له: «قد بارك الرب بيت عوبيد، وكل ما له بسبب تابوت الله».

خامسًا: إن بركة الرب يكون لها تأثير عظيم على نفوس الآخرين. فكم كان تأثير البركة التي لحقت بعوبيد وبيته، عظيم على داود، الذي شعر بالخسارة التي لحقت به لعدم وجود التابوت عنده، مما جعله يتشجع مرة أخرى ليُصعد تابوت الله إلى مدينته، مدينة داود. لقد تبدّدت مخاوفه واستعاد حماسه. إن الخبرة التي يأخذها الآخرون من مكاسبنا، وعناية الرب بنا، تشجعنا على التمسك بالرب أكثر، وفي نفس الوقت تجعل الآخرين يرحبون بقبول الرب في بيوتهم.

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net