الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 ديسمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طاعة الإيمان والشركة مع الرحمان
فانطلق (إيليا) وعَملَ حسب كلام الرب، وذهب فأقام عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن ( 1مل 17: 5 )
يا لها من طاعة دقيقة أنشأها الإيمان في إيليا دون مناقشة! وعندما نتأمل النبي في مكان سُكناه الجديد بجوار النهر، وحيدًا مُنعزلاً وسط الصخور والأدغال، هل كان يشعر بالملل من الوحدة؟ بلا شك. هل كان يخاف إذا سمع حفيف الحيّات على الصخر أو أصوات الوحوش في الغابة؟ ربما. لقد كان هناك حبيسًا من أجل الرب، إطاعةً لأمره. لم يكن معه إنسان يؤنس وحدته ويُسلي غربته، لكنه كان يختبر في كل يوم أنه عزيز على قلب الرب، وموضوع رعايته واهتمامه. لقد أُجبر على الانفراد مع الرب والحديث معه. وكان الرب رفيقه، الذي يعزيه ويشجعه ويجدد قواه، حيث لم يجد إنسانًا يحكي معه أو مجتمعًا يحتك به. وكانت هذه الفترة فرصة عظيمة لفحص النفس والصلاة والاختلاء مع الله، دون ما يقطع هذه الخلوة.

كان كل ما حوله ينطق بدروس عظيمة لنفسه عن الله. ففي الصخور، كان يرى صخر الدهور الذي لا يتغير. وفي النهر العَذب، وجد إنعاشًا من المحبة الإلهية العطوفة المتدفقة نحوه. ولعله كان يفكر في عظمة ذلك الإله الذي يفجّر عيونًا في الأودية بين الجبال تجري، تسقي كل حيوان البر. وفي الأشجار المُظللة، كان يرى شجرة التفاح التي يستريح تحت ظلها كل مَنْ أعيا في البرية. أو كان يتأمل في ذلك الرجل الذي في ناموس الرب مسرته، فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، فتعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل. وبالإجمال كان كل ما في باطنه يسبح الرب ويتغنى بعظمته.

لقد قاده الرب إلى هذا المكان الذي هو «مقابل الأردن». و«الأردن» معناه "الموت". وكان عليه أن يتدرب ليكون له في نفسه حكم الموت بإزاء رغباته الطبيعية الأرضية. فإذا سمح الرب لنا بالعُزلة، وأن نُترك بلا عمل، فلا ينبغي أن نفشل. لأن الرب سيغير فينا ويشكِّل في أوانينا في هذه الفترات. سنتحرر من الرياء والتمثيل أمام الناس. وسنتعامل مع الله الحي الحقيقي بإخلاص وواقعية، وسنتذوق حلاوة الشركة مع الله، وسنتخلى عن الذات، ونقبل إرادته.

أنجز يا ربي قصدك بي خزفٌ إني بين يديكْ
كيِّف حياتي كما تشا أودعتُ كل قلبي لديكْ

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net