الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الأربعاء 1 فبراير 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثامار في سلسلة نسب المسيح!
كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم: إبراهيم وَلد إسحاق. وإسحاق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا وإخوته. ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار ( مت 1: 1 - 3)
أمام القلب «الذي يؤمن بالذي يبرر الفاجر» يبدو ذكر ثامار وبثشبع في سجل الوحي المقدس عن نسب المسيح، مليئًا بالخواطر التي توقظ أسمى المشاعر وأجملها. على أن ما يدعو إلى الدهشة في تاريخ ثامار التي أنجبت توأمًا من حميها، هو أنه في هذا التاريخ لا توجد بارقة أمل تتعلق بالفداء. إن بقية الأسماء التي ترتبط بسلسلة نسب ربنا يسوع المسيح، ربما تتصل من قريب أو من بعيد برجاء يبدد بعض الظلام الذي يُحيط بكل منها، لكن لا رجاء ولا أمل من هذا القبيل في تاريخ ثامار. كانت ثامار زوجة لأخوين على التعاقب وكلاهما قُطع من الأرض بقضاء إلهي لشرهما (تك38)، وهي الأخرى بجريمة تماثل جريمتي زوجيها، جلبت على نفسها القضاء الإلهي. لكن أعجوبة العجائب أن تلك الجريمة بالذات هي التي أتت باسمها في سلسلة نسب الرب، لأن هذه الخطية هي التي جعلت منها أمًا لفارص أحد أجداد المسيح حسب الجسد.

فهلا في هذا صوت لنا؟ وهل هو صوت الله الديان، أم هو صوت إله النعمة ـ إله وأبي ربنا يسوع المسيح؟ حقًا لو أننا قصرنا التأمل في صفحات العهد القديم، لما أوحَت إلينا سوى بتاريخ ذلك المشهد ووقائعه المُزرية. لكن عندما نرجع إلى العهد الجديد ونجد ثامار اسم أول امرأة في سلسلة نسب الرب ـ ثامار وقد أتت بها خطيتها إلى صلة مباشرة بنسب المسيح ـ لا بد وأن يسترعي تأملنا مشهد دينونة صارمة، ولكن من نوع فريد، فيه يقف حَمَل الله القدوس نائبًا عن الفجار، وحيث يقوم صليب ذاك الذي وحده حَمَل إثم جميعنا، الذي بجلدته شُفينا.

يا له من درس مبارك خليق بالله أن يقدمه، درس خطية ثامار التي ربطت بينها وبين رب الحياة والمجد! وتأملوا أيها الأحباء، أ لم تكن خطيتنا هي صلة الوصل بيننا وبين الرب؟ أ لم يَمُت الرب عن الخطاة؟ أ ليس عندما اعترفنا بخطايانا وأخذنا مكاننا أمام الله كفجار وخطاة وأعداء وضعفاء (رو5)، أننا وصلنا إلى الحقيقة العجيبة، وهي أن المسيح مات لأجلنا؟ ولأننا خطاة، والمسيح مات لأجل الخطاة، عرفنا أن الله أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

ف.و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net