الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلمة الله
وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد ( 1بط 1: 25 )
من النافع لنا أن نذكر كيف أن عددًا واحدًا من الكتاب، كان سلاحًا كافيًا في يد المسيح، وكان حُجة كافية لإفحام الشيطان.

حقًا إن كلمة الله هي التي تُثبِّت نفسها، وهي التي تحوي قوتها وسلطانها في داخلها، ولو أن الروح القدس هو الذي يعطيها هذه القوة على نفوسنا والعيشة مع الله؛ هي وحدها التي تمكننا من اجتلاء محاسنها والتغذي بما فيها من دسم وحلاوة. فالروح القدس هو المعلم المباشر للكلمة، وهو الذي يستخرج لنا ـ متى شاء ـ جواهر من كنوزها، ولكن عندما يفيض النهر، يجب علينا أن نشرب لنفوسنا لإرواء ظمأنا.

ولا يوجد أخطر من التعامل مع الكلمة بدون الروح القدس. إني لا أعرف شيئًا يبعد الشقة ما بيني وبين الله، مثل التكلم عن الحق بدون الشركة مع الله.

إن الله لا يعلن أموره "للحكماء والفهماء"، بل "للأطفال". فالذي يحصل على البركة، ليس هو الذهن البشري الجبار الذي يحكم في "أمور الله"، بل هو روح الطفل الذي يشتهي «اللبن العقلي العديم الغش». فأقوى عقل، يجب أن ينحني أمام كلمة الله كالطفل المولود الآن.

ولا توجد كلمة واحدة في كل كتاب الله، لا تحمل غذاء لنفوسنا. فادرس الكتاب المقدس بالصلاة. وابحث فيه عن الرب، لا عن العلم. ولا بد أنك ستجد العلم أيضًا، إنما اجعل غرضك الرب.

ويجب أن نعرف جيدًا أن ما يجعلنا ندخل إلى أفكار ومقاصد الله في الكتاب، ليس هو مجهود الإنسان، بل تعليم الله ـ ولست أقصد بذلك أن لا نعمل مجهودًا في درس الكتاب بكثرة، بل أقصد أن ندرسه مع الله.

يوجد إنسان واحد يعرف الحق، لأنه هو الحق ويكتفي بالكلمة المكتوبة، وهو الرب.

وتذكَّر أنه لا توجد حيلة من حيل الشيطان، لا نجد في كلمة الله ما يكفي لمواجهتها. وعندما تنتهي هذه الحياة العابرة، سيبقى فقط كل ما هو من ثمر الكلمة.

وكلامُكَ سراجي وهو نوري في الطريق
وخلاصي وحياتي حسب وعدك الوثيق

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net