الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نارٌ من السماء
فأجاب إيليا وقال لرئيس الخمسين: إن كنت أنا رجل الله، فلتنزل نارٌ من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك. فنزلت نارٌ من السماء ( 2مل 1: 10 )
في تاريخ إيليا أمطرت السماء نارًا مرتين، ولكن، كم اختلفت المناسبة؟ على جبل الكرمل سقطت نار الرب على الذبيحة التي أخذت الدينونة نيابة عن الشعب، ونجا الشعب ومضوا بسلام (1مل18). وكان ذلك رمزًا لِما حدث في الصليب. لكن سنوات قد مضت منذ أن سقطت النار على جبل الكرمل وأكلت الذبيحة، والناس قد نسوا هذا الأمر، واحتقروا الذبيحة وتجاهلوها. والآن مرة أخرى نزلت النار على الجبل، والله حقق مجده مرة أخرى بالنار الآكلة. ولكن هذه المرة لم تكن هناك ذبيحة أو بديل يأخذ النار عن الأشرار، ليس هناك وسيط بين الله القدوس والشعب المُذنب الذي احتقر الذبيحة، لهذا سقطت النار وأكلت هؤلاء الأشرار.

وهذا بالتأكيد ظلٌ للمصير المحتوم الذي ينتظر الأشرار في المستقبل. فإنه لقرون طويلة، والأخبار السارة عن غفران الخطايا بواسطة ذبيحة المسيح، تُذَاع في كل العالم، من خلال الإنجيل المكروز به في كل الخليقة. لكن الناس يرفضون ويحتقرون ذبيحة المسيح. والله في طول أناته وصبره «لا يشاء أن يَهلك أُناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة» ( 2بط 3: 9 ). وعندما يرفض الناس ابن الله الذي أحبهم ومات لأجلهم، ويحتقرون محبته، ويتجاهلون ذبيحته، فإنه لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مُخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادّين ( عب 10: 26 ، 27).

وكما تمجد الله في النعمة في بذل ابنه وحيده على الصليب لأجل الخطاة، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية، هكذا سيتمجد في القضاء على الأشرار الذين رفضوا هذا الابن ربًا ومخلصًا لهم. والذي احتمل الدينونة على الصليب، هو الذي سيظهر من السماء مع ملائكة قوته للدينونة، مُستَعلَنًا في نار لهيبٍ، مُعطيًا نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح ( 2تس 1: 7 ، 8)، فقد تعيَّن ديانًا للأحياء والأموات.

وإن كل شخص عاقل، عليه أن يتبع مثال قائد الخمسين الثالث الذي تضرع واتضع أمام إيليا مُسترجيًا الرحمة فوجدها. إذ قال لإيليا، جاثيًا على ركبتيه: «يا رجل الله، لتُكرم نفسي وأنفس عبيدك هؤلاء الخمسين في عينيك» (ع13). وهذا ولا شك كان مُسرًا لإيليا، لأنه مثل السيد الذي لا يُسرّ بموت الشرير، بل أن يرجع ويحيا.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net