الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كيف سقط الجبار ؟!
قوموا واذهبوا لأنه ليست هذه هي الراحة. من أجل نجاسة تُهلك والهلاك شديد ( مي 2: 10 )
إن القديس وهو يعبر البرية قاصدًا المجد، عليه أن يتيقن أنه ليس لنا راحة هنا في هذا العالم الموضوع في الشرير، لكننا ونحن نجتاز الطريق نلتمس بعض الراحة في شركتنا مع الرب تبارك اسمه، وفي محضره، إلى أن نصل إلى الراحة العُظمى في بيت الآب. «لأننا نحن المؤمنين ندخل الراحة» ( عب 4: 3 )، أما الراحة في العالم، فلا بد أن تجعلنا ننحدر إلى السقوط. لقد طلب أبونا إبراهيم الراحة، فارتحل ارتحالاً متواليًا نحو الجنوب، ونزل إلى مصر، وسقط هناك حيث قال عن سارة إنها أخته، وأخذها فرعون إلى بيته، لولا تدخل الله بالنعمة (تك12). وأراد أليمالك الراحة، فذهب إلى بلاد موآب وهناك خسر ميراثه وأولاده، بل وحياته أيضًا. وهذا عين ما حدث لداود، فعندما كان مُطاردًا من شاول، كانت تتصاعد منه الترانيم الحلوة، وكان هو بحق «مرنم إسرائيل الحلو»، لكن حين استقرّت الأمور معه، وجلس على العرش، ظن أن الراحة دامت له، فقام وتمشى على السطح في الوقت الذي كان فيه شعب الله يحارب الأعداء. وبدلاً من أن يذهب معهم، أو على الأقل يصلي لأجلهم، نراه يتمشى على السطح، طالبًا الراحة، وللأسف تطلع من هناك؛ ليس إلى السماء، بل إلى البيوت المجاورة. وكانت هناك امرأة جميلة المنظر تستحم، وكانت هي امرأة أفضل رجال داود الأمناء له، وهو أوريا الحثي، الذي كان في الحرب، فأرسل داود وأخذها، وكانت السقطة المُريعة والعار المرير.

أخي العزيز .. لعلنا نكون قد تيقنا أن الراحة في العالم، ليست هي الأمان لنا، لكن راحتنا وأمننا في محضر الله. لقد قال سيدنا: «وأنا أُريحكم» فما أعظمه!

ولقد جلبت سقطة داود تأديبات مريرة عليه وعلى بيته. لكن أيضًا ـ ويا لنعمة الله ـ فقد استخدمها الله، ومن خلال التأديب للإعلان عن المزيد من نعمته. فإن إلهنا الذي يؤدب، هو ذاته إله كل نعمة، وبذلك فهو بجانب التأديب يُحصِّل لنا، ومن خلاله، أن نتعلمه أكثر من الأول، ويعلن لنا عن صفاته وكمالاته أكثر، فنزداد قُربًا منه. نعم، فهو يعرف كيف يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة. فله كل المجد.

عزت نظير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net