الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 إبريل 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
البار والأشرار
طوبى للرجل .. ليس كذلك الأشرار .. الرب يعلم طريق الأبرار، أما طريق الأشرار فتهلك ( مز 1: 1 ، 4، 6)
المزموران الأول والثاني، يعدّان مقدمة لسفر المزامير، تحوي ملخصًا وافيًا لِما سنجده في هذا السفر. والمزمور الأول يلفت الانتباه إلى رجلين هما على طرفي نقيض في كل شيء.

فإذا نظرنا إلى أول الرجلين، فإن الله يضع أمام ناظرينا ربنا المبارك يسوع المسيح. فمَنْ مِن البشر نظيره، منفصل عن الخطاة تمامًا، في الفكر والقول والعمل؟ ومَنْ نظيره يجد سروره الكامل في شريعة الرب؟ ومَنْ سواه يجتر على كلمة الله نهارًا وليلاً؟ ومَنْ سواه يمكن تشبيهه بشجرة مغروسة راسخة على مجاري المياه، مصدرًا دائمًا للإنعاش والأثمار؟ مَنْ سواه كان كاملاً في سلوكه، لامعًا في شهادته، ناجحًا في كل ما تمتد إليه يده؟ بالحق إنه يجلّ عن المَثَل .. لا أحد نظيره!

غير أنه لا يُرسم أمامنا لمجرد الإعجاب به، بل ينبغي أن يكون هو قدوتنا، هو نفسه يُخبرنا أن «تعلموا مني» ( مت 11: 29 )، «اتبعني أنت» ( يو 21: 22 ). دعونا نكيِّف حياتنا وفق هذا المثال الكامل في حياته هنا على الأرض، لكي ننجح في كل أعمالنا. وعندما ننظر إليه في مجده الأدبي «نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد» ( 2كو 3: 18 ).

وفي مُباينة صارخة مع هذا الرجل المبارك، يُخبرنا صاحب المزمور أن «ليس كذلك الأشرار». فلا بركة، ولا ارتواء، ولا أثمار، ولا اخضرار، ولا ثبات للأشرار. إنهم مُشبَّهون بالعُصافة التي تذريها الريح، ولا ينتظرها سوى الحريق. والشرير سيَرِد ذكره في المزامير كثيرًا. فنجده يقاوم الرجل البار، ويقاوم الرب، ويقاوم البقية التقية اليهودية في الصور النبوية المختلفة (لأن سفر المزامير له تطبيقه النبوي). وفي هذا كله يبدو ظاهريًا أنه نجح. لكن ـ وكما رأينا من البداية ـ «طريق الأشرار تهلك».

جاز في أرضِ الشقا مُظهرًا كلَ كمالْ
عظموه واقتفوا إثرَ مَنْ أعطى المثالْ
من أُهين سيجي عن قريبٍ للجزا
فتأنوا تبلغوا الـ مجدَ معه والمُنى

يوجين فيدر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net