الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراعي الشفوق
اضرب الراعي فتتشتت الغنم، وأردُّ يدي على الصغار ( زك 13: 7 )
يا لرقتك يا سيدي، عندما اقتربت من المجدلية في فجر القيامة، وهي تذرف الدمع السخين، قائلاً لها: «يا امرأة، لماذا تبكين؟ مَنْ تطلبين؟»، فأجابت بما في قلبها من حب دفين نحوك يا ربنا الأمين. فقلت لها:«يا مريم»، فأدركت في الحال أنك ربها المُعين، ورفعت الغمة عن قلبها الحزين، وحمَّلتها رسالة تحوي الحق الثمين، إلى تلاميذك الخائرين، بأنك البكر بين إخوة كثيرين، وأن الآب أبوك وأبو كل المؤمنين، وإلهك إله لهم أجمعين، وهذا ما تعمله مع كل واحد منا يا مَنْ تستحق السجود إلى أبد الآبدين ( يو 20: 17 ).

ويا لروعتك يا راعينا الأمين، إذ في نفس اليوم تقترب، بنفسك، من تلميذين عابسين، في ظنهما أنهما فقدا مَنْ كان عليه رجاؤهما. لكن وعدك ثابت إذ تتمم القول: «وأرُّد يدي على الصغار»، ففتحت فمك المنسكبة النعمة منه، شارحًا لهما الأمور المختصة بك في الكتب، فشددت أزرهما، وألهبت قلبيهما، بما كلمتهما به من موسى والأنبياء والمزامير، وأنعشت نفسيهما، وجددت قوتهما، فرجعا في ذات الليلة إلى أورشليم مُسرعين، ليبشرا الأحد عشر المجتمعين .. كم أنت حلو يا معبودنا الكريم! (لو24).

ويا لحنانك يا راعينا الشفوق، إذ لما كانت عشية ذلك اليوم، أتيت إلى تلاميذك الخائفين، في عُلية لأبوابها مُغلِّقين، وقلوبهم مليئة بالحزن ونفوسهم بالأنين. ويا لرقتك يا سيدي!! لم تطرق الباب عليهم لئلا يتطرق الخوف إلى قلوبهم، بل حضرت في وسطهم بقوتك التي لا تقف أمامها حدود أو سدود، ونطقت بقولك الحلو: «سلامٌ لكم!» ( يو 20: 19 )، وبذلك أَزَحت كل خوف في نفوسهم، وبك صاروا آمنين. وأريتهم جراحك، علامة الحب المتين، فولىّ الحزن وفرَّ الأنين، وأصبحوا فرحين، وهيأتهم لقبول الروح القدس، وأرسلتهم إلى العالم ليحملوا البشارة لكل الهالكين، وبحق تم قولك: «وأرُّد يدي على الصغار»؟

أخي المُتعب الشاكي، والحزين الباكي، والمرهق اليائس، وصاحب القلب المرتجف والوجه العابس، يا مَنْ تشعر بالفشل وصِغَر النفس، اسمع قول راعيك الحنون الشفوق: «وأرُّد يدي على الصغار».

خليل حزقيال
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net