الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 مايو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأعمال الشريرة والأعمال البارة
ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة ( 1يو 3: 12 )
دعونا لا نحكم على الشر بمقاييسنا الأدبية الطبيعية. فالضمير الطبيعي يدين القتل والزنا، وما يستلفت الانتباه مما يُدعى "الكبائر"، بينما في الوقت نفسه يتجاهل خطايا أخرى يدينها الناموس بالكُلية.

وكما أن دم هابيل يتكلم ( تك 4: 10 )، دعونا نستمع لقايين متكلمًا إلينا لبُرهة: انظر إليه وهو يبني مذبحه وفوقه يضع أفضل ثمار تعبه. والآن، هل تعتقد أنه ساوره أدنى فكر بأن هذه الأعمال في نور الله الفاحص، ليست صالحة، بل شريرة؟ هل كان الآخرون يرمقونه بنظرة دائنة قائلين: "يا له من رجل شرير"؟ ألا نتوقع أن تكون نظرة الناس له بالأحرى تقول: "يا له من رجل صالح متدين، قايين هذا"؟ أ ليست هذه الأعمال الديِنية التي يمكن أن يدعوها الناس بأنها أعمال حسنة، هي التي يصفها روح الله بأنها أعمال شريرة؟

إن قتل هابيل كان شرًا واضحًا للكافة. ولكن ليس القتل هو ما يصفه الكتاب بأنه «أعمال شريرة». بل ما سبقه وأدَّى إليه.

إن السؤال الذي سأله الرسول يوحنا: «لماذا ذبحه؟» تُجيب عنه ذات العبارة: «لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة». إن السبب ينبغي أن يأتي سابقًا للنتيجة.

والآن، ماذا كانت أعمال هابيل البارة؟ ليس إلا تقدمته. والرب بنفسه يؤكد ذلك «بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شُهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه» ( عب 11: 4 ). فلم تكن أعماله الحسنة هي سلوكه أو حياته، بل قربانه.

وماذا كانت أعمال قايين الشريرة؟ لا شيء من الكبائر التي نعرفها، بل أعمال تدينه. فإذا قدمنا برنا الخاص إلى الله، فلن نحصد سلامًا. لا توجد راحة تُبنى على أعمال تديننا!!

أيها الساعي لأن تُدركَ البر
استرح فالفادي قد تممَ الأمر
صالحُ الأعمال ذا ثمرُ الإيمان
لازمٌ لكنه ما به غفران

جيننجز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net