لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خَلَصت. لأن القلب يُؤمن به للبر، والفم يُعترف به للخلاص ( رو 10: 9 ، 10)
يُلاحظ أن الرب يسوع المسيح يضع أهمية كُبرى على اعترافنا به قدام الناس «لأن القلب يؤمن به للبر، والفم يُعتَرَف به للخلاص».
«القلب يؤمن به للبر» وهذا ليس مجرد موافقة عقلية، بل قبول وإيمان صادق بكل ما في كيان المرء الداخلي. وعندما نؤمن بالمسيح، بالقلب، كالمُقام من الأموات، نتبرر في تلك اللحظة أمام الله (قارن من فضلك رو4: 25).
وبعد ذلك «الفم يُعترف به للخلاص» أي أن المؤمن يعترف علنًا بالخلاص الذي قَبِله. والاعتراف ليس شرطًا للخلاص، ولكنه تعبير خارجي لا بد منه مما قد حدث، لأنك إن آمنت بالرب يسوع المسيح، فعليك أن تتكلم عنه وتعترف به.
إذًا لا بد من الاعتراف بالفم. وكثيرون يرغبون أن يخلصوا بالمسيح، لكنهم ينفرون من عار الاعتراف باسمه الثمين. وهم يوّدون أن يذهبوا إلى السماء عندما يموتون، ولكنهم لا يرغبون في الاتحاد بالمسيح المرفوض وهم على قيد الحياة. ومما لا شك فيه أن الله لا يرضى بذلك قط لأنه يتطلع ويطلب اعترافًا صريحًا تامًا بالمسيح أمام العالم الذي أظهر له كل عِداء. والمسيح ربنا ينتظر أيضًا هذا الاعتراف منا بكل شجاعة. ولقد قال ـ له كل المجد ـ «فكل مَنْ يعترف بي قدام الناس، أعترف أنا أيضًا به قدام أبي الذي في السماوات، ولكن مَنْ ينكرني قدام الناس، أُنكره أنا أيضًا قدام أبي الذي في السماوات» ( مت 10: 32 ، 33 ـ قارن من فضلك مر8: 38؛ لو12: 8، 9؛ 2تي2: 12؛ رؤ3: 8).
وقد أظهر اللص التائب وهو فوق الصليب هذين الفرعين الرئيسيين للإيمان الحقيقي الذي يُخلِّص. فآمن بقلبه واعترف بفمه. نعم، فهذا اللص استطاع ـ بنعمة الله ـ أن يخالف العالم بأسره مُخالفة تامة في أهم موضوع حيوي عُرض أو يمكن أن يُعرض. ألا وهو المسيح. فقد كان هذا اللص تلميذًا مُخلصًا للمسيح، وقد جاهر واعترف بما يكنّه قلبه من إيمان صحيح وثقة وطيدة، فاعترف بلاهوت المسيح وربوبيته، وآمن بقيامته من بين الأموات وبمجيئه ثانية ليؤسس مُلكه «ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك» ( لو 23: 42 ).
يا ليت يوجد بيننا كثيرون من أمثال هذا اللص التائب!!