الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حنة التي أقرضت الرب
لأجل هذا الصبي صليت فأعطاني الرب سؤلي الذي سألته من لَدنه. وأنا أيضًا قد أعرته للرب. جميع أيام حياته هو عارية للرب ( 1صم 1: 27 ، 28)
كانت "حَنَّة" تقاسي، ولسنوات عديدة، من كلمات ضرَّتها "فننة" التي كانت تغيظها وتقذفها بكلمات جارحة، لأنها كانت عاقرًا. وقد أحسن الله لها، بعد تدريبات واختبارات نافعة، بأن تَلِد صموئيل. ولنا أن نتصوَّر مقدار الفرحة التي غمرتها إذ قد أصبحت أُمًا. إلا أنها تذكَّرت نذرها ( 1صم 1: 11 )، فأتت بالصبي صموئيل إلى الرب في شيلوه وقالت: «لأجل هذا الصبي صلَّيت، فأعطاني الرب سُؤلي الذي سألته من لَدُنه. وأنا أيضًا قد أَعرته للرب. جميع أيام حياته هو عارية للرب» ( 1صم 1: 27 ، 28).

لقد أعارت حَنة أو أقرضت الرب قرضًا دائمًا وبدون مقابل! وفي 1صموئيل2: 19، 20 نجد أن عالي الكاهن يبارك ألقانه وامرأته حَنة قائلاً: «يجعل لك الرب نسلاً من هذه المرأة، بدل العارية التي أعارت للرب».

إن أكبر البنوك، ومهما كانت الضمانات الحكومية، قد تنهار في لحظات. وهذا ما يعلمنا إياه التاريخ الماضي والحاضر. كما أن أعلى نسبة لأية فائدة بنكية على الودائع، تتحرك بنسبة مئوية معقولة، بعيدًا عن المُغالاة. كما أن البنك ، أي بنك أرضي ـ لا يقبل الودائع بجميع أصنافها.

لكن شكرًا للرب، إلهنا الصالح والغني والكريم، فالبنك الإلهي الخاص بنا لا ينهار أبدًا. فصاحب البنك والضامن له، هو الله نفسه. وهذا البنك الإلهي يقبل جميع العطايا، فليس من الضروري أن تكون الوديعة نقدًا. فكل ما وهبنا الله من عطايا، مقبولة لديه: الصحة والوقت والطاقة ومساعدة الغير وخدمتهم؛ سواء بالتكلم إليهم، أو الاستماع إليهم، أو الصلاة لأجلهم. كل هذا وغيره من الودائع الكثيرة التي يُسرّ الله بها ويحتفظ بها في حساب مدوَّن برقم خاص لكل منا!

وإذا عُدنا إلى حَنة، فإنها استودعت صموئيل وديعة عند الرب. أقرضت الرب قرضًا بدون مقابل، فكانت النتيجة أنها استردت القرض أضعافًا «ولما افتقد الرب حنة، حبلت وولدت ثلاثة بنين وبنتين» ( 1صم 2: 21 ). فيا لغبطة حَنة وسعادتها! فقد قدمت للرب قرضًا، ولم يمضِ زمن طويل حتى استردته خمسة أضعاف!!

أحبائي .. «أحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئًا، فيكون أجركم عظيمًا وتكونون بني العلي» ( لو 6: 35 )، كذلك «مَنْ يرحم الفقير يُقرض الرب، وعن معروفه يُجازيه» ( أم 19: 17 ).

جيمس إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net