الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 17 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نهاية الحرب مع عماليق
فقال الرب لموسى.. إني سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء .. وقال: إن اليد على كرسيّ الرب. للرب حربٌ مع عماليق من دورٍ إلى دورٍ ( خر 17: 14 - 16)
تحدثنا يوم السبت الماضي عن بداية الحرب مع عماليق، التي أتت تالية مُباشرة للشرب من مياه الصخرة المضروبة، رمز لشُربنا الروح القدس بعد الإيمان.

ونحن من قصة حرب عماليق مع بني إسرائيل، نتعلم دروسًا تحذيرية هامة للمؤمنين المتراخين في عيشة التقوى، فنقرأ «كيف قطع (عماليق) من مؤخرك كل المُستضعفين وراءك، وأنت كليل ومُتعب» ( تث 25: 18 ). فلنحذر إذًا من روح الارتخاء، فإن مَنْ لا يُميت الخطية، فسوف تُميته الخطية.

والحادثة الواردة في خروج 17 تُختم بعبارتين هامتين: الأولى عبارة تعليمية، والثانية مليئة بالتعزية. العبارة الأولى: «إن اليد على كرسي الرب، للرب حربٌ مع عماليق من دورٍ إلى دورٍ» (ع16). وهذا معناه أن يد عماليق تريد أن يكون لها السيادة على حياة المؤمن، بحيث تملك هي مكان الرب. ويوضّح الرب بأسلوب قاطع: أن هذه الحرب هي «من دورٍ إلى دورٍ»، بمعنى أنها حرب لا هُدنة فيها. فتذكَّر يا مؤمن أن الجسد فيك، وأن هذا العدو اللدود يريد أن تكون له السيادة، وأن تظل أنت عبدًا ذليلاً له. بل إنه يريد أن يأخذ في حياتك مكان الرب نفسه.

وقبلها يذكر الوحي أن الحرب استمرت إلى غروب الشمس (ع12)، وهذا معناه أنه حتى ينتهي هذا «اليوم الشرير» ( أف 6: 13 )، الذي «يُدعى اليوم» ( عب 3: 13 )، فإن الحرب مُستعرة.

لكن العبارة الثانية تملأ القلب بالتعزية: يقول الرب: «فإني سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء» (ع14). سيأتي اليوم أيها الأحباء وهو قريب، عندما يتحقق لنا هذا الأمر الكريم والعظيم، عندما نخلص نهائيًا من وجود الخطية فينا. فإن ذاك الذي بمجيئه الأول وموته فوق الصليب لأجلنا، خلَّصنا من عقوبة الخطية، والذي بحياته في السماء لأجلنا الآن يخلّصنا من سيادة الخطية، سيأتي ثانية ويخلصنا من وجود الخطية ذاتها فينا. سيتحقق هذا حتمًا عند مجيء المسيح لاختطاف كنيسته إلى السماء. إذ ذاك سنخلص نهائيًا من هذه الحرب، فطبعًا لا مجال لعماليق في السماء، بل إن الرب وعد بأنه سيمحو ذكره «من تحت السماء»، أي في الأرض الجديدة التي يسكن فيها البر ( 2بط 3: 13 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net