الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نفرح بالله وننتظر المسيح
والرب يهدي قلوبكم إلى محبة الله وإلى صبر المسيح ( 2تس 3: 5 )
أمران هما مصدر فرح للمسيحي وهو على الطريق. رجاء مجيء الرب، والشركة الحاضرة مع الله الآب، وابنه يسوع المسيح. وهما مترابطان بحيث لا يمكن الفصل بينهما دون خسارة تقع على نفوسنا؛ فلن يتسنى لنا أن الله يمتعنا بجميع الفوائد التي قصدها لنا في طريقنا بغير الاثنين معًا. ولا شيء يستطيع أن يفصلنا من هذا العالم الحاضر الشرير، نظير انتظار مجيء الرب في أية لحظة. والمسيح شخصيًا هو الغرض الذي أمام النفس ونحن ننتظره آتيًا. وفي هذه الحالة نكون أقدر على إدراك فكر الله ومقاصده من جهة العالم الذي رفض ابنه الحبيب، والذي هو على استعداد أن يرحب بظهور ضد المسيح والسجود للتنين، والسجود للوحش قائلاً: مَنْ مثله؟ ( رؤ 13: 2 ؛ 2تس2).

بيد أننا إذا تناولنا هذا الرجاء بالانفصال عن الشركة مع الله، فلن نحصل على القوة، لأن النفس إذ ترى رفض العالم للمسيح، وأن لا حكمة لدى حكمائه، وأن جميعهم في الطريق إلى الدينونة، وأن الشر يزداد: تتضايق، تكتئب، ويحزن القلب. أما إذا كان المسيحي ـ بالنعمة ـ في شركة حاضرة مع الله، فإن النفس تكون راسخة، هانئة قدام الله، إذ فيه تعالى رصيد عظيم من البركة لا يمكن للظروف أن تمسّه أو تغيره. قد يتصدع رأسه بالأخبار السيئة، وتقع منه العين على الأحزان، لكن قلبه ثابت واثق في الرب، الأمر الذي يرفعه فوق الظروف، ينتظر الرب آتيًا لكي ينقله من هذا المشهد الذي يرفض المسيح فيكون معه كل حين.

والمسيحي الذي ينتظر المسيح آتيًا من السماء، له المسيح شخصيًا هدف لنفسه. فليس فقط إنني سأمضى إلى السماء وأكون سعيدًا، بل أن الرب نفسه سيأتي من السماء لأجلي ولأجل جميع قديسيه، وربما اليوم يتم هذا. وهذا هو منبع فرح القديس؛ كما يقول الرب «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ). وكأن سيدنا يريد أن يقول: حيث أجد مسرتي، تجدون أنتم أيضًا مسرتكم، أنا معكم وأنتم معي «وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 17 ).

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net