الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كثرة الكلام
كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل ( أم 10: 9 )
«كثرة الكلام» مرض مألوف جدًا يتعلق باللسان. فإذا تكلمت كثيرًا، لا يمكن أن تتفادى الخطأ أبدًا، بل إن الكتاب المقدس يحذرنا من كثرة الكلام حتى في مُخاطبة الله، الأمر الذي يحتاج أكثرنا إلى الانتباه إليه، فنقرأ في جامعة 5: 1- 2 «احفظ قَدَمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهَّال، لأنهم لا يُبالون بِفعل الشر «لا تستعجل فمك ولا يُسرع قلبك إلى نُطق كلام قدام الله، لأن الله في السماوات وأنت على الأرض، فلذلك لتكن كلماتك قليلة».

لقد قال لي أحدهم يومًا: "تذكَّر أن الكذب بالكلام ليس خطية أكبر من الكذب بالترنيم". نعم، لقد سمعت أُناسًا يرنمون كلمات التسليم الكامل والتكريس الفائق لله، مثل "سلَّمت قلبي، خصصت حبي ... أنا لك كُلي بجملتي.." وكانوا هم أنفسهم يتهربون من دفع القليل من مالهم لعمل الرب. هذان موقفان متناقضان، فإن لم تكن حقًا مستعدًا لتسليم حياتك للرب، لماذا تقول له ذلك؟! ألا تدري بأنك ستعطي أمامه حسابًا عن كل كلمة قُلتها أو رنمتها في محضره؟

نقرأ في الأصحاح نفسه من سفر الجامعة، ما يُشير إلى أننا سنُسأل عن كل ما نقوله ونرنمه ونصليه، ولا مجال بعد ذلك لأن نقول: «إنه سهوٌ» ( جا 5: 6 )، لأننا سنعطي حسابًا عن كل كلمة خالية من الإخلاص وبعيدة عن التطبيق.

ونتابع في جامعة 5: 3 «لأن الحلم يأتي من كثرة الشغل، وقول الجهل من كثرة الكلام»، أو كما جاء في الترجمة التفسيرية: "فكما تُراود الأحلام النائم من كثرة العناء، كذلك أقوال الجاهل تصدر عن الإفراط في الكلام". فكثرة الكلام إذًا هي علامة الجهل، وحديث الجاهل يُعرف من كثرة كلامه من دون الحاجة إلى دليل آخر، حيث أن "أقوال الجهل تصدر عن الإفراط في الكلام". ما هو جذر المشكلة؟ أعتقد أنه يكمن في أن اللسان هو عضو لا يُضبط ( يع 3: 8 ). فكثيرو الكلام لا يضبطون ألسنتهم، وهم كثيرون في مجتمعاتنا المُعاصرة. أ لم تكن يومًا برفقة امرأة أو رجل صدَّع رأسك بكلامه الكثير الذي تخاله لن ينتهِ أبدًا؟ ما هو أصل المشكلة؟ إنه لسان لا يُضبط؛ إن كثرة الكلام دليل أكيد على أن هناك قلبًا مُتعبًا غير منضبط.

درك برنس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net