هذه هي الرسالة الأخيرة للكنيسة، إنها الكلمة الأخيرة من السماء، إلى أن يجيء الرب. وإن كان العهدان: القديم والجديد، يُختمان بالإعلان عن مجيء الرب؛ ذلك الحَدَث العظيم (وهذا ينطبق بالسوية على نزوله إلى الهواء (1تس4) ورجوعه إلى جبل الزيتون (زك14))، إلا أن كلا من المجيئين مختلف تمامًا، فالنعمة مرتبطة بالمرحلة الأولى، والدينونة بالمرحلة الثانية للمجيء. ولهذا، فإن العهد القديم يُختم بالتهديد باللعنة، أما العهد الجديد فيُختم ببركة النعمة.
«نعم!»، إنها لغة التأكيد للحق المُقرر «أنا آتي سريعًا». لقد مرّ على الكنيسة وقت تعب وانتظار ومُعاناة، لكن مجيئه سوف يبدّل ظلام الليل إلى سرور وفرح أبدي. إن ظلال الزمن ها هي تنحسر، وأول خيوط أشعة اليوم الأبدي، الذي لا يعرف الليل أو الدموع، تلوح. فتشدد أيها السائح المُتعب، ففي الصباح ترنم. إننا لا ننتظر تحقيق النبوة، لكن ننتظره هو، فهل مجيئه حقيقة في نفوسنا؟ هل يؤثر على حياتنا ويكيِّف سلوكنا ويشد أزرنا؟
ويُجيب يوحنا، كالمُمثل للكنيسة، على إعلان الرب، بكلمات تعبِّر بدون شك عن رغبته هو أيضًا. لقد أُعلنت حقيقة مجيء الرب بواسطة الآتي نفسه، فاهتز لها قلب الرسول الشيخ، لكنه تحت قيادة الروح القدس، لم يعبِّر فقط عن مشاعره الخاصة، بل عن مشاعر الكنيسة كلها، فقال: «آمين تعال أيها الرب يسوع». آه، يبدو أن انتظاره طال، لكن بناءً على الحساب الإلهي مرّ يومان ( 2بط 3: 8 ). إن اضطهاد وأحزان إسرائيل، وخطايا ومآسي الأرض الملعونة، ويأس وحيرة الكنيسة المعترفة، تتطلب مخلصًا. فالحاجة ماسة إلى يد حاكمة قوية، ولا يمكن أن يسد هذه الحاجة إلا الرب يسوع المسيح. أما نحن فلسنا إلى هذا نتوق، بل إلى شخصه. لقد مات لأجلنا، والآن حيٌ لأجلنا، وهو الآتي ثانية لأجلنا «آمين. تعال أيها الرب يسوع». وهذا هو النداء الحار للكنيسة!