الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 يونيو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان مُخاطرة محسوبة
اعملي لي منها كعكة صغيرة أولاً واخرجي بها إليَّ، ثم اعملي لكِ ولابنك أخيرًا ... فذهبت وفعلت حسب قول إيليا، وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا ( 1مل 17: 13 ، 15)
لقد قدمت الأرملة كل ما تملك من قوت الحياة لرجل الله، لأنها وثقت في وعد الله. وقديمًا قال الرب لموسى: «قُل لبني إسرائيل أن يرحلوا». إلى أين؟ إلى داخل البحر الأحمر! ويا له من طريق غريب! ولكن الإيمان وحده هو الذي يفعل ذلك، ويثق في الله من جهة النتائج. وبناء على أمر الرب، اجتازوا في البحر الأحمر كما في اليابسة، والماء سور لهم عن اليمين وعن اليسار. وهكذا أيضًا خرج إبراهيم من أرضه وعشيرته وبيت أبيه، بناء على دعوة إله المجد، وهو لا يعلم إلى أين يذهب!

لقد خرجت أرملة صرفة من البيت تقش عيدانًا، وهي مشغولة بنفسها وابنها، وشبح الموت يخيّم عليها، ولكنها، وقد وثقت في وعد الله، فقد رجعت إلى البيت مشغولة ومهتمة بشخص آخر، ومملوءة بأفكار سارة عن الحياة. وهذا ما يفعله الإيمان في النفس.

لقد عملت حسب قول إيليا، والله كان مُلزَمًا، إن جاز التعبير، أن يفي بوعده. وفي كل يوم، بل في كل مرة، كانوا يواجهون جميعًا امتحانًا جديدًا، إذ يفرّغون كل محتويات الكوار، ولكنهم يجدون ذات الكمية الكافية التي تقابل أعوازهم كل مرة. «اتقوا الرب يا قديسيه، لأنه ليس عوَزٌ لمُتقيه» ( مز 34: 9 ). لقد كان المَن ينزل يوميًا ليس في المساء للغد، بل في الصباح لذات اليوم. ونحن نأخذ نعمة كافية لليوم، وفي الغد هناك نعمة أخرى مُقدمة لنا «وكأيامك راحتك (قوتك)» (تث33: 25).

هل كئوس أفراحنا تفيض عندما لا يكون عندنا سوى ما يكفي ليومٍ واحد؟ كثيرون يربطون أمانهم وسرورهم بثروتهم المادية وما عندهم. ولكن الله علَّم هذه الأرملة أنها تستطيع أن تفرح رغم أن ما عندها قليل جدًا. وعلَّم حبقوق أن يفرح رغم أنه ليس عنده حتى هذا القليل ( حب 3: 17 ، 18). ويُحرِّضنا الرسول قائلاً: «كونوا مكتفين بما عندكم، لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك» ( عب 13: 5 ).

الله لم يَعِدنا أنه اليوم سيعطينا كل ما نحتاج لبقية حياتنا، ويضعه أمامنا بحيث نراه، وإذا حدث ذلك، فهذا عيان وليس إيمانًا. الإيمان يرى الله ويمسك به حتى لو لم يرَ عطاياه الآن. وهو يتطلع إلى الله لأجل القوة لهذا اليوم، والطعام لهذا اليوم، وكل الاحتياجات لهذا اليوم، ويثق في الله لأجل الغد.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net