الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حَمَل خطية كثيرين
الذي حَمَل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 )
لقد عُلق المسيح على الصليب بكل ازدراء، وعندما عُلق كان موضوع استهزاء المارين. لكن، وفي نفس الوقت الذي كان يتألم فيه ويموت هناك، كان لا يزال هو ابن الله الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1: 3 ). كما وكان عليه أيضًا في نفسه حِمل خطايا كل الذين ينتمون إلى الكنيسة. هل نستطيع أن نتصوَّر ماذا يعني ذلك له؟ هذا القدوس تمامًا، الذي قيل عنه إنه ليس فقط لم يخطئ، بل أيضًا لم يعرف خطية، والذي أتى ليُبطل الخطية ( عب 9: 26 ). كان عليه أن يحمل هو نفسه خطاياي في جسمه، كل ملايين بل بلايين الخطايا التي ارتكبتها، بل خطايا كل هؤلاء الذين يكوّنون الكنيسة. فلقد أحب المسيح كنيسته حتى أنه حَمَل كل هذه الخطايا في جسده.

ما الذي كان يعتمل في نفسه القدوسة حينما حَمَل كل هذه الخطايا في جسده؟ إن العبارة اليونانية في العهد الجديد والمُوحى بها بالروح القدس، تقول: «في جسده»، أي أنه لم يكن مجرد شيء خارجي، بل كان شيئًا له التأثير العميق في كيانه الداخلي، حيث نسمع صراخه في مزمور40: 12 «حاقت بي آثامي ... كثرت أكثر من شعر رأسي». لقد كانت آثامنا نحن، لكنه حَملها في جسده، مُتحِدًا نفسه بنا وبحالتنا الشريرة لكي يخلّصنا.

لقد جعله الله خطية ( 2كو 5: 21 ) كأنه كان أصل كل أعمالنا الشريرة، والمنبع الذي تأتي منه كل الشرور. وتُرك هو نفسه ليُجعل خطية لأنه أحب كنيسته وأراد أن يُسلم نفسه لأجلها. عندئذ وقعت عليه كل دينونة الله الرهيبة، فصرخ «إلهي إلهي، لماذا تركتني، بعيدًا عن خلاصي؟» ( مز 22: 1 ). «غرقت في حمأة عميقة» ( مز 69: 2 )، فماذا يا تُرى كان ذلك يعني بالنسبة له؟

لقد اتحد البشر جميعًا في البُغضة له، وكذلك كل قوات الظلمة؛ الشيطان وملائكته الذين هاجوا ضده. فبرهن الشيطان في تلك الساعة أنه رئيس هذا العالم. لقد اتحدت كل الخليقة ضد الرب يسوع، ليس البشر فقط، بل الجمادات أيضًا، فالخشب والحديد اللذان خلقهما، استُعملا لصلب صانعهما!! والسماء أُغلقت فوقه، وعُلق وحيدًا بين السماء والأرض حاملاً دينونة خطايانا، عندما جُعل خطية لأجلنا.

هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net