الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 يوليو 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التحرر من الخطية
فإن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس، بل تحت النعمة ( رو 6: 14 )
يقول البعض إنهم مغتبطون شاكرون لأنهم لم يشعروا مُطلقًا بضمير شرير، ضمير خطايا، ولكنني أشفق على أمثال هؤلاء لأن هذا من أقوى الأدلة على أنهم لا يزالون في خطاياهم. وإنني أشكر الله لأنني شعرت بعذاب الضمير الشرير، وهو شديد الهول كما خبرته، ولكنني أستطيع أن أصرّح أيضًا أن عندي ضميرًا مُطهرًا بدم المسيح، إذ كيف يتسنى لإنسان لم يشعر بالدينونة والذنب، أن يعرف الغفران والسلام؟ والأصحاء لا يحتاجون إلى طبيب بل المرضى. ولماذا لا يشعر الناس بمذنوِيتهم؟ ذلك لأنهم لا يرون حالتهم في نظر الله، وبذا تكون لديهم أحكام غير صحيحة عن الخطية، فيقولون عن أشياء كثيرة إنها ليست من الخطية في شيء، بينما هي في الواقع إثم عظيم وشر كبير.

ولكن مهما تكن أفكار الإنسان عن نفسه، فقد صدر الحكم الإلهي بأن كل العالم «تحت قصاص من الله». وها قد جاء الرب يسوع ليهَبنا خلاصًا من الجُرم الهائل، وأنجز ذلك بموت الصليب، إذ هناك قد جُعل خطية لأجلنا، هناك قد صُلب معه إنساننا العتيق، هناك وضع الله عليه إثم جميعنا. هناك جُرح لأجل معاصينا، وسُحق لأجل آثامنا، هناك طَمَت عليه كل تيارات ولجج غضب الله. ولذلك استطاع المسيح بفاعلية ذبيحته الواحدة أن يحررنا من جُرم الخطية، فلم توضع خطايانا فقط على شخصه الكريم فوق الصليب، بل أيضًا «إنساننا العتيق قد صُلب معه» ـ الطبيعة التي عملت الخطية ـ الشجرة الفاسدة وأثمارها أيضًا ( رو 6: 6 ).

وعلى هذا، فلنا بيسوع المسيح القوة للنُصرة على الخطية. والخاطئ قبل أن يرى حَمَل الله مذبوحًا في الجلجثة، تكون للخطية سلطان عليه. ربما يعزم مرارًا ويعقد النية تكرارًا، ولكنه لا يلبث حتى ينقض ما نوى عليه حينًا بعد حين، فهو بلا قوة، ولا يستطيع أن يعيش دون أن يخطئ. على أنه عندما يستلم الروح القدس ضميره المُذنب، ويُحضره أمام صليب المسيح، عندئذ ينصهر قلبه وتُحرَق أشواك البر الذاتي وأعشابه، وتذوب عواطفه الجليدية أمام محبة المسيح القوية، وهناك يتضع أمام الله فتأسره محبته، وعندما يتأمل في الآلام المُبرحة التي احتملها الرب يسوع، يكره الخطية، بل ويبغض ذاته، ويحب المخلِّص وحده.

سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net