الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عبد مؤبد
ولكن إن قال العبد: أحب سيدي وامرأتي وأولادي، لا أخرج حُرًا ... يثقب سيده أذنه بالمثقب، فيخدمه إلى الأبد ( خر 21: 5 ، 6)
شريعة العبد العبراني ـ ككل الكتاب ـ تحدثنا عن المسيح، ذاك الذي قَبِلَ أن يكون عبدًا لأجل فدائنا! والفصل مليء بالتعاليم المُشبعة المُعزية، ولكني أتوقف عند قول الوحي «فيخدمه إلى الأبد».

هل هذا يعني أن المسيح سيكون عبدًا إلى الأبد؟ نعم. إننا نعرف أنه لن يتخلى مُطلقًا عن صورة البشر، بل سيظل على تلك الصورة، كعريس الكنيسة إلى أبد الآبدين. ولكن جميل أيضًا أننا ندرك أنه لن يتخلى قط عن صورة العبد. لقد قَبِلَ المسيح ـ تبارك اسمه ـ أن يصير عبدًا مؤبدًا.

هل تعتقد أن هذا يُنقص من قدره، أو أنه أمر لا يليق به وهو السيد المجيد؟ .. هل هذا عيب؟ كلا، بل هو الحب! عبد يحب! هذا شيء مجيد جدير بأن نتأمله! فعندما قَبل أن يصير عبدًا، كان هذا من مُطلق تنازل النعمة. لقد ارتضى ـ تبارك اسمه ـ أن يكون عبدًا بالنعمة ليفدي العبيد ( 2كو 8: 9 ). لكن شريعة ذلك العبد الذي قَبِلَ طواعية أن يكون عبدًا بالنعمة، تحدثنا عن شيء أكثر عجبًا، ليس نعمته فحَسَب، بل محبته كذلك.

أنت عندما تفكر في العبد، قلما تفكر في قلبه. إنك قد تفكر في يديه وماذا يعمل، أو في أذنيه وكيف يسمع، أو قد تفكر في قدميه ومدى سرعتهما، أو في ثيابه ومدى نظافتها. وهذا كله ـ بالنسبة للرب يسوع ـ كان في منتهى الكمال. ولكن ماذا عن قلب ذلك العبد؟ هنا نجد عبدًا فريدًا. هنا نجد العبد يقول: «أُحب»! دعنا إذًا نتحول إلى قلبه ونرى ذلك القلب الكبير الممتلئ بالحُب!

«إن قال العبد: أُحب سيدي وامرأتي وأولادي، لا أخرُج حُرًا». وكأن ذلك العبد يقول: "يطيب لي أن أرتبط بهذه الصفة بسيدي، وأن أكون عبدًا دائمًا له. أنا لست نادمًا على سني خدمتي له. ما أجمل طاعتي لشخصه! لذلك فأنا لن أخرج حُرًا، وسأبقى له عبدًا ما حييت. ثم إنه يطيب لي أيضًا أن أرتبط هكذا بتلك التي أعطاني إياها سيدي زوجة: الكنيسة ( أف 5: 25 - 32)، ولهذا فإني لن أخرج حُرًا. تمامًا كما يطيب لي أن أظل هكذا كالعبد أمام «الأولاد الذين أعطانيهم الله» ( عب 2: 13 )، ولهذا كله، فأنا لن أخرج حُرًا، وسأظل معهم «عبدًا إلى الأبد»". نعم إن هؤلاء جميعًا أحبهم ذلك العبد الفريد أكثر من نفسه!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net