الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 أغسطس 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قد أخطأت !
حينئذٍ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين، نَدِمَ وردَّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً: قد أخطأت إذ سلَّمت دمًا بريئًا ( مت 27: 3 ، 4)
إن الشخص الذي يضع قدمه مرة على طريق الخطية، ويسلِّم نفسه للشيطان، عندما يصل في انحداره إلى نهاية الطريق ويفتح عينيه على النتائج، تجده يستيقظ يقظة رهيبة، خاصة إذا كانت النتائج تزيد وتتعدى كل توقعاته. وهكذا جاءت ندامة يهوذا على فِعلته، متأخرة جدًا، ولم تصل إلى العمق الكافي، كما هي الحال دائمًا عندما يتملك القلب إحساس برهبة النتائج أكثر من إحساسه بالذنب نفسه.

لقد قال يهوذا: «قد أخطأت». وما أكثر المرات التي يقول فيها الفم هذه الكلمات، عندما لا يكون هناك رجوع قلبي أمام الله. وفي الكتاب المقدس نجد هذه العبارة تتكرر، على الأقل، سبع مرات، ومن بين السبع المرات، لا يُصادق الله إلا على اثنتين فقط، ويجاوب عليهما بالغفران. فهذه العبارة «قد أخطأت» قالها ( 1صم 15: 24 2صم 12: 13 )، وقالها ( لو 15: 18 )، وقالها (3) عخان (يش7: 20)، وقالها (4) شاول بن قيس (1صم15: 24، 26: 21)، وقالها (5) داود (2صم12: 13، 24: 10)، وقالها (6) الابن الضال (لو15: 18)، وقالها (7) يهوذا (مت27: 4).

وأنت أيها القارئ، لا تَقُل باطلاً: «قد أخطأت»، بل بالحري، دَعْ خوف الله الحقيقي يملأ قلبك.

إن يهوذا في كل حياته، كان ينقصه خوف الله الحقيقي. وحتى عند ندامته أخيرًا، كان ينقصه هذا الخوف المقدس بعد هذه الفعلة التَعِسة، رغم أنه اعترف بها «قد أخطأت إذ سلَّمت دمًا بريئًا». وهل هذا هو كل المطلوب؟ وهل هذا هو وصف فِعلته؟ أ لم يكن ذاك الذي في حقه أذنب هذا الذنب البشع، يتوقع أن يسمع منه شيئًا آخر؟

لم يكن حزن يهوذا هنا هو «الحزن الذي بحسب مشيئة الله» والذي «ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة» ( 2كو 7: 10 ) كما نراه في بطرس «لأن حزن العالم ينشئ موتًا» ( 2كو 7: 10 ). فإن الشيطان أحرز هنا نصرًا مزدوجًا، لأنه وصل إلى غرضه من جهة الرب يسوع، ومن جهة يهوذا الذي استخدمه، فقد مضى إلى ظلمة اليأس «فطرح الفضة في الهيكل وانصرف، ثم مضى وخنق نفسه» ( مت 27: 5 ).

ليتك ـ عزيزي القارئ ـ تهرب إلى المسيح، لا تهرب منه!

فريتز فون كيتسل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net