الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 سبتمبر 2006 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تحبوا العالم
لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم.. لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم
( 1يو 2: 15 ، 16)

في 1يوحنا2: 15- 17 تُشير كلمة "العالم" إلى الأنظمة والأشياء المُحيطة بنا، والتي تؤثر على حياتنا. وأحد مكونات نظام هذا العالم هو «شهوة الجسد»، فالله منحنا روابط طبيعية حميمة، وعلينا أن نستمتع بها كما رسمها لنا. لكن العالم شوَّه وأساء استخدام ما أعطاه لنا الله، وعلينا ألا نشاركه في هذا الأمر.

عنصر آخر هو «شهوة العيون». والله لم يمنعنا أن نمتلك بيتًا أو ملابسًا أو طعامًا، ولكن يلزمنا الحَذر لنحفظ هذه الأشياء بما يتوافق مع ما يريده الله لنا. وهذه الأشياء لا يجب أن تعوق شركتنا معه. ويجب كذلك أن نتحذر من الطمع، الذي هو عبادة الأوثان ( كو 3: 5 ).

ثم إن العالم يتضمن في مكوناته أيضًا «تعظم المعيشة»، أي الأهمية والشُهرة والمركز. وحتى تلاميذ الرب لم يسلَموا من هذه المشكلة، وكانوا يتشاجرون فيما بينهم مَنْ هو الأعظم.

وهذه الأمور لها أهمية كبيرة لدى الكثيرين في عالمنا اليوم. لكن العالم لا يُشبع. إنه سوف يحترق بالنار. وهذا يجب أن يُشكّل حياتنا ويؤثر على اتجاهاتنا وأعمالنا. ويجب أن تكون أفكارنا ونظرتنا مثبَّتة على بيتنا السماوي، والذي لنا أن نستمتع به من الآن. وأبطال الإيمان عاشوا هكذا (عب11)، ويجب أن نكون نحن أيضًا كذلك.

وفي عبرانيين 11: 24- 27 نجد أن مصر ترمز إلى العالم؛ عالم المسرات والخطية والغنى والثروة. وتخيَّل للحظة ما كان يمكن أن يكون تحت تصرف موسى. لقد كان يمكن أن يكون له أحدث مركبة بالموديل المفضَّل له، وكل الملابس والمجوهرات التي يمكن أن نتخيلها، كذلك من جهة الطعام أجوده. فمصر يمكن أن تقدم له كل ما يريد. ولكنه تحقق أن هذه جميعها مسرات زائفة وعابرة، ولا تُشبع القلب. وعلم أنه لكي تكون له شركة مع الله، فإنه يجب أن يكون حيث يريده الله، حتى ولو تطّلب ذلك رفض الأشياء التي في مصر. إنه أراد الغنى الحقيقي، وتصرف طبقًا لذلك.

لنحذر من عالم مصر الذي قد يبدو جذابًا، ولكنه سيكلفنا أكثر مما يمكن أن نتحمله.

أ.ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net